يقول عن نفسه في صفحته بالتويتر: «تخصصي يفرض علي الحديث عن أثر السلوك في حياتنا. فالرسالة هنا هي جزء من البحث. وهذا يعطي انطباعاً بأنني أوزّع نصائح ومثالي. هذا يحرجني كثيراً» من هذا المنطلق نعرف جيداً كيف هي المحاذير التي تحيط بضيفنا اليوم في تقديم المعلومة أو عرضه لرأي.
محمد الحاجي ابن الأحساء والنخيل من طفولته وتفاعلاته ملازمة للإبداع، ويهتم بإبراز طموحاته وشغفه لتطوير مهاراته، كان رائد النشاط في المدرسة وهو طالب، ومنظماً لرحلات الطلبة إلى المصانع والزيارات المختلفة، كان منشداً وممثّلاً في المسرح، اتخذ من دراساته في العلوم السلوكية الاجتماعية فكراً لنشر الوعي الثقافي والتأثير في المجتمع.
محمد الحاجي على رغم انشغاله بالتدريس ودراسة الدكتوراه، إلا أن له حضوراً لافتاً في مواقع التواصل من خلاله سعيه لتطوير الذات، وتغييّر مفاهيم الكثير من الشباب في الحياة وتبادل الخبرات معهم.
محمد الحاجي طالب دكتوراه علوم سلوكية واجتماعية في أميركا، وهو من المحظوظين الذين افتتحوا برنامج الابتعاث في أول سنينه، يعتبر من أول 50 طالباً غادرَوا المملكة لأميركا، تنقّل بين جامعات عدّة. درس البكالوريوس في العلوم الطبية، ومن ثم الصحة العامة للماجستير، والآن يدرس الدكتوراه في العلوم السلوكية والاجتماعية وشغفه كما يقول «أن أفسّر عاداتنا الصحّية بحسب نظريات علم النفس وعلم الاجتماع».. إلى الحوار:
هل تمت قراءة المجتمع السعودي بشكل كاف من الناحيتين الفكرية والسلوكية؟
مجتمعنا حقل خصب للدراسات الاجتماعية والنفسية. ما زال مجتمعاً مجهولاً لا نعرف تفسير سلوكه بشكلٍ دقيق. هناك دراسات خجولة واجتهادات أولية لسبر أغواره، مثل كتاب «الثقافة الشخصية: دراسة تطبيقية للشخصية القومية السعودية» للدكتورة سلوى الخطيب، وكتاب «الثقافة السياسية في السعودية» لفايد العليوي، وكتاب «السعودية: سيرة دولة ومجتمع» لعبدالعزيز الخضر.
تبقى هذه الأطروحات ناتجة من انطباعات أكثر من كونها دراسات علمية منهجية. ما زلنا مثلاً نجهل دوافع تهور السائقين، على رغم أهمية الموضوع كوننا من أعلى الدول في حوادث السير. من هنا أدعو الزملاء الباحثين الاجتماعيين إلى اكتشاف مجتمعنا فالفرصة ذهبية للتألق علمياً على الصعيد الشخصي ولتقديم خدمة عظمى للمجتمع ولصنّاع القرار من خلال البحث. كما أدعو المؤسسات التعليمية لأن تسهم بقوانينها في خلق بيئة بحثية محفزة.
من يقود التغيير عادة: المجتمع أم القيادة؟
غالباً الأمور ليست خطّية بهذا الشكل. التغيير الاجتماعي عملية معقدة ودائرية، كل عنصر يؤثر في نظيره في عملية تبادلية. ولكن عطفاً على الطبيعة السياسية في منطقتنا، فإن السياسي يحتكر بذرة التغيير. لربما المجتمع يثبّط أو ينشّط تسارع العملية، ولكن الشرارة الأولى تُقدح بيد السياسي أولاً. ملف تعليم البنات وقيادة المرأة أمثلة واضحة على هذه الدينامية.
إذا فُرِض التغيير من جهته العليا، فإن تبنّيه يصبح مسألة وقت - كما جاء في منحنى رودجر في تقسيم الناس إلى روّاد تغيير أو متأخرين. بعد حقبة زمنية معينة، يصبح هذا التغيير هو «الوضع الافتراضي» وعدم الانصياع له يصبح شذوذاً. هذا التغيير ينغرس في الذهنية المجتمعية وتتناقله الأجيال بتلقائية. أصبحنا نشتري جوالات بكاميرا من دون توجس مثلاً وهكذا.
كيف ترى التحولات الراهنة في السعودية، البعض يقول إنها تغيير بوتيرة سريعة وقد تكون مضرة أحياناً؟
لا أعتقد أن التغيير بهذه الوتيرة مُضر لسبب أنها تغييرات وإن كانت جذرية ولكنها ليست إبداعية وليست خارج السيرورة الطبيعية للمجتمعات. للتو تنسجم التشريعات الحكومية في مستوى واحد مع ما هو طبيعي منذ زمن في أماكن أخرى. الانسجام لا يُقلق، الشذوذ هو مصدر القلق، وعايشنا نتائج ذلك.
هل شبكات التواصل الاجتماعي، كاشف حقيقي عن مضمر المجتمع السعودي، لاسيما أنه لا توجد فرص أخرى لقياس الرأي العام؟
لربما سابقاً نعم، حينما كان المستخدمون أكثر عفويةً في طرحهم من دون التوجس من الرقيب والمحاسبة، وحينما لم تكن الشهرة أولوية. أما الآن ازداد «تلوث» الآراء وأصبح الطرح في شبكات التواصل مقيداً بعوامل كثيرة ولا يعكس الإيمان الحقيقي للمستخدمين في أغلب الحالات. تطورت لدينا «شخصية رقمية» تناسب بيئة شبكات التواصل ومعاييرها، والتي تختلف بالطبع عن معايير الحياة الواقعية.
في مقالاتك تتناول مفردات الحكي السعودي وتؤسس عليه طرحك العلمي والنقدي، هل هذا صحي وصحيح؟
تحويل المادة العلمية إلى محتوى إعلامي يتطلب بعض الأساليب، منها استخدام لغة بسيطة وقريبة للفئة المستهدفة مع الحفاظ على المعنى، فلا مشاحة في الاصطلاح ما دامت الفكرة مُصانة. أنا أكتب للقارئ العام من طلبة المدارس وحتى الأكاديميين وربات البيوت. هذا يستوجب علي توظيف لغة مستساغة للأغلبية. أما كتاباتي الأكاديمية فلها نسقها الخاص وفق المعايير العلمية. لكل مقامٍ مقال.
ألا يشوّه هذا عمق الأفكار التي قد تتناولها ويقدمها بطريقة سطحية مضرة ربما؟
من الضرر أن نقوم الأفكار بحسب شكلها لا بحسب مضمونها. أنا مع القول بأنه إذا لم تستطع شرح فكرتك ببساطة، فإنك لم تفهمها جيداً. أعتقد أن التبسيط والتسطيح مفهومان مختلفان. فالتبسيط يُعنى بكيفية عرض الفكرة للآخرين، أما التسطيح فيجني على الفكرة نفسها ويغتال مكوّناتها. في حديثه عن سمات الشخصية القيادية، يذكر الفارابي 12 سمة من بينها أن يكون الفرد حسن العبارة يواتيه لسانه على إبانة ما يضمر إبانة تامة. وهذا ما أرمو إليه. بالطبع هناك حد أدنى من اللغة المطلوبة حتى لا يصبح المحتوى مبتذلاً وسوقياً. التركيز على الفذلكة اللغوية قد يعطي شرعية لهراءات كثيرة تعتمد على سطوة اللغة وسحرها.
هل يمكن القول إن هناك «شفاهية سعودية» لها خصائص مستقلة ويمكن الاستناد عليها لقياس ظواهر ما؟
بحسب ما تعلمناه من علم اللسانيات، فإن لكل مجموعة بشرية رموزها ومضامينها اللغوية، فنعم أعتقد أن ثمة خصائص لغوية سعودية، تختلف بحسب المنطقة الجغرافية والتركيب القبلي وحتى الانتماء الديني. وإذا ما عرفنا أن اللغة تؤثر في الإدراك بحسب فرضية وورفون، فإنه من السهل علينا استيعاب أهمية هذه الخصوصية في تشكيل الوعي العام. أذكر هنا الحملة الشعبية ضد شركات الألبان والتي حملت عنوان «خلوها تخيس» وكيف أثّرت في المبيعات حتى تدخلت وزارة التجارة لإنقاذ الموقف. أعتقد أن استخدام عبارة محلية ورنانة أسهم في نجاح هذه الحملة. إدارة المرور كانت ذكية كذلك في حملتها «اعقلها وتوكل»، إذ ربطت استخدام حزام الأمان بنص ديني يناسب المجتمع كثيراً. ولا يخفى علينا مصطلح «جحفلي» الذي يجسّد لنا تشابك الحقل الرياضي مع الاجتماعي. فنعم، الخصوصية اللغوية موجودة.
كيف تجد الاستسهال الصحافي في نشر بعض نتائج الدراسات التي قد تؤثر في تفكير الناس ومعرفتهم؟
ثمة استراتيجيات معينة ومدروسة لطريقة تحويل المادة العلمية الجافة إلى مادة للاستهلاك الشعبي، فالموضوع ليس منفلتاً للاجتهادات. إذا تمرّس الصحافي على هذه الخطوات سيستطيع إنتاج مادة إعلامية جذابة مع الحفاظ على متانة المحتوى. إلا أن ما يحدث غالباً هو اجتهادات شخصية تفتري على الخبر العلمي لأجل التكسّب الإعلامي، كما تُعرف بأخبار الطعم لاصطياد أكبر عدد ممكن من المتابعين. هذه الخيانة الصحافية قد تؤدي إلى فهم خاطئ للدراسات العلمية وتراكمات معرفية مغلوطة، ما ينتج منها سلوك وقرارات خاطئة.
كل بحث علمي في نسخته الأولى يأتي برفقة نص كامل يحوي حدوده ومكامن القصور فيه مثلاً، يقول الباحث: «دراستي تم تطبيقها على طلبة الثانوية فقط، فينبغي عدم تعميم النتائج على كبار السن». عادةً لا تجد هذه التعقيبات في الأخبار الصحافية، فيعتقد القارئ حينها أن الدراسة عامة وتشمل الجميع، وهكذا يصل لفهم معطوب.
هل يمكن القول إن الانتحار اقترب من أن يصبح ظاهرة اجتماعية مؤرقة؟
من الصعب الإجابة عن هذا السؤال مع انعدام الشفافية المعلوماتية، فلا توجد مصادر دقيقة لمعرفة الإحصاءات المتعلقة بالانتحار. أعتقد أنه من الأجدى مواجهة الظواهر الاجتماعية كما هي، بدلاً من تغييبها وتلبيسها عناوين مختلفة لتبدو أقل جدية. هذا سيساعد في علاج الظاهرة ويضعها تحت المجهر. على كل حال، انطباعي الشخصي يدفعني للقول بأن الانتحار ليس ظاهرة منتشرة في مجتمعنا.
يشكل المبتعثون مجتمعاتهم الخاصة، إلى أي حد مفيد هذا أو مضر؟
من المهم فهم أن الإنسان يميل لأشباهه، يأنس بهم ويستحسن عشرتهم. فأبناء القرية الواحدة يجتمعون تلقائياً حول بعض، وأبناء القبيلة الواحدة يتجاذبون عفوياً من دون سواهم. هذا لأنهم يشبهون بعضهم كثيراً. يتواجدون في منطقة الراحة. لا يواجهون القلق الاجتماعي ولا تتحداهم العوائق الثقافية ولا يضطرون لخلق شخصية أخرى لكي تتناسب مع الآخر الغريب. يشعرون بهويتهم وعفويتهم. المبتعث ليس استثناءً في هذا. سواء كان في الغربة أم في الوطن، تجده في قوقعة مكونة من أفراد يشبهونه. هذا لا يعني أي أفضلية ولا أي سوء، بل هي حال طبيعية للفرد. نعم، هذا التقوقع له مساوئه بالطبع، فقد يحرم المبتعث من فرص التعارف على الشعوب والثقافات الأخرى، وقد يعود للوطن محملاً بلا شيء سوى شهادته ولغة ركيكة ربما. هذه القوقعة تحرمه من فرصة أن يعيد اكتشاف نفسه، فيبقى نسخة متناسخة كما خرج من أرضه أول مرة. الانعتاق من هذا الطوق عملية صعبة تتطلب جرأة وإصراراً. هذه صفات نادرة بالطبع، لذا المبتعثون المميزون قلة.
قلت إن فلاتر سناب شات قد تترك تأثيراً نفسياً لدى الشخص، ماذا عن التطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي عموماً؟ إلى أي حد تركت تأثيراً لدينا؟
شبكات التواصل أفرزت طيفاً من التأثيرات الاجتماعية والنفسية التي أعادت صياغة رؤيتنا للواقع. كان سابقاً الحقل الاجتماعي الذي نعيش فيه ونتأثر به لا يتعدى البيت والمدرسة والحي، أما الآن فالعالم كله أصبح حقل التفاعلات بيننا.
هذا أسهم في تضخم المقارنات التي تسبّب القلق والاكتئاب، وتعاظم الهوس بقبول الناس حتى تدمر الرضا الذاتي، وأصبحت الأفكار مؤرشفة رقمياً لتكون مصدراً للتنمر والاستعداء. نعم هناك تأثيرات إيجابية بلا شك ولكنها ما زالت ثانوية مقارنةً بالسلبيات.
هل يشكل «التنمر» الإلكتروني مشكلة حقيقية لدينا؟
حجم وعمق ظاهرة التنمر الإلكتروني بات واضحاً، ما يزيد الموضوع خطورةً في مجتمعنا هو اشتباك القانوني بالنفسي والاجتماعي. ليس نادراً أن يلجأ المتنمرون للتصعيد الأمني ضد الضحية ولهندسة حملات استعدائية ممنهجة قد تكلف الفرد حريته ومصدر رزقه. فإضافة للآثار القاسية التي تحط على كتف الضحية، كالاكتئاب والقلق والنبذ الاجتماعي، قد تكون هناك تبعات قضائية أخرى لا تقل خطورة.
البعض انتقد التعامل مع الطفل مازن كوفي وأنه عاطفي واندفاعي، وقد يترك آثاراً سلبية عليه، ما رأيك في هذا النوع من القصص؟
لم أتابع تفاصيل هذه الحادثة بالتحديد، ولكن بشكل عام: شبكات التواصل تشكل تهديداً كبيراً على صحة الطفل النفسية. لا ينبغي أن تكون هذه المنصات مسرحاً للأطفال. نعم لها مخرجات جيدة أحيانا كما حدث مع مازن، ولكن ذلك فصلٌ واحد فقط من الحكاية. مرحلة الطفولة تكتنز خطوات التكوين والتأسيس، أي خدش فيها قد تستمر تبعاته طوال العمر، فبينما يستطيع البالغون الدفاع نفسياً ضد حالات التنمر والإساءات مثلاً، لا يملك الطفل أياً من هذه الأساليب الدفاعية مما يترك الطفل في معترك وحشي يصارع طيفاً هائلاً من المؤثرات السلبية من دون أي مناعة. هذا إضافة لتفويت فرصة التنشئة الاجتماعية السليمة عن طريق التخالط مع الأقران في أرض الواقع واكتساب المهارات العاطفية. ما يقلقني أيضاً حقيقةً هو تشوه فكرة النجاح لدى النشء، إذ أصبحت الشهرة غاية في حد ذاتها، ما يحدو بالطفل لأن ينغمس تماماً في هذا العالم الافتراضي محاولاً محاكاة المعايير الشعبية على حساب النمو الذهني. كما أن القدوة تبدأ تأخذ شكلاً أكثر انحداراً. ناهيك عن اجترار المقارنات والسخط على الواقع. بالطبع، الطفل لا يستطيع استيعاب كل هذا، فالعبء على العائلة للأخذ بزمام الأمور والتحكم بمدى تعرّض أطفالها لهذه المؤثرات.
هذا يذكرنا بمسألة الإعلانات التجارية وما تسببه من جدل اجتماعي أحياناً؟
أتفهّم صعوبة إتقان الإعلانات التجارية، فلا بد أن تتقاطع فيها الجوانب الدينية والاجتماعية والنفسية والفنية في زاوية حرجة. أي خلل في هذه المكونات قد يفتح باباً وخيماً على الجهة المُعلنة. لدينا أمثلة كثيرة لإعلانات تم سحبها بعد موجات عارمة من الغضب الشعبي. بحكم تغلغل المواد الإعلامية في حياتنا المعاصرة، تقع على المُعلن مسؤولية أخلاقية مضاعَفة لضمانة المحتوى الدعائي وسلامة رسائله الظاهرة والباطنة. من الواجب القول بأن إلقاء المسؤولية كاملةً على المُعلنين سيكون كسلاً ذريعاً ورهاناً خاسراً إذا ما عرفنا جشع الرأسمالية. لا بد على المستهلك أن يبني وعيه الخاص وأن يحصّن أبناءه وذلك بتشجيعهم على مهارات التفكير النقدي، التي ستكون خط الدفاع الأول أمام الأوهام والأفكار المغلوطة في شتى نطاقات الحياة.
إلى أي مدى نتمتع بمستوى مُرض من «الصحة النفسية»؟
إذا قسنا على النمط العالمي فإن الاضطرابات النفسية شائعة وتستحق الانتباه والرعاية. ما زال المصابون مُحاطين بوصمة اجتماعية تنبذهم وتهمّشهم، ما يحدو بالكثيرين لالتزام الصمت تجاه الأعراض التي تصيبهم وتزيد حالهم تعقيداً. كذلك، ما زالت خدمات التأهيل والعلاج النفسي أقل بكثير من المطلوب. قلة الخيارات المتاحة أمام الطلب العالي أسهمت في رفع الكلفة حتى وصلت أسعار الجلسات التأهيلية والعلاجية إلى مستوى لا يتمكن منه أغلب المواطنين.
رسائل إلى:
ولي العهد محمد بن سلمان
العلوم الاجتماعية تستطيع أن تساعدك كثيراً في تقديم حلول إبداعية للكثير من المعضلات. تأسيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية التنموية خطوة عظيمة، آمل منك تفعيلها وإبقاءها في محل النظر دوماً. المركز من شأنه أن يكون ذراعك اليمنى في تحقيق رؤية 2030.
وزير التعليم
أرجو أن تتم غربلة الجامعات على يديك. فرص التوظيف ليست عادلة، والنتاج البحثي متأخر جداً. نتطلّع لتحويل الجامعات من كونها مجرد مدارس ثانوية ضخمة، إلى مؤسسات أكاديمية فاعلة تزخر بالإنتاجية والحرية الفكرية.
مكتب التحول الوطني
الإصلاح الجذري سيعفيكم من الترميمات المتكررة. لا بد أن يكون التغيير متناغماً في كامل الجهاز البيروقراطي ليصبح فعالاً. أتمنى ألا تنشغلون كثيراً بالشكليات وألا تنزلقوا للمهام السهلة طمعاً في النتائج السريعة ونشوة الإنجاز.
مجلس الشورى
قد تمتلكون هامشاً محدوداً من السلطة التشريعية، إلا أنه باستطاعتكم تحريك الملفات وتعجيل وتيرة التغيير.
المثقف السعودي
دوماً هناك متّسعٌ للصمت. لا تكن شعبوياً ولا متزلفاً: الأولى تبتذلك والأخرى تستعبدك. الثقافة هي الانعتاق من كل هذا.
وزارة الثقافة والإعلام
لماذا أحدث كتاب في مكتبة الخرج العامة يعود لسنة 1427 هـ ؟ ولماذا آخر زائر لها كان قبل 3 أشهر؟
ملامح
- محمد الحاجي، من قرية البطالية في شمال شرق الأحساء الوارفة.
- أتيت من أسرة كريمة من 7 إخوة.
تخرجت في المدارس العامة والتحقت بالابتعاث منذ بدايته.
- درست العلوم الطبية في جامعة كولورادو ظناً مني أن دراسة الطب هي حلمي ولكن عرفت لاحقاً أنها رغبة زائفة شكّلتها نسبتي العالية في الثانوية وفقط.
- ثم اهتديت وانتقلت بعدها لفلوريدا لدراسة الماجستير في الصحة العامة، وعزمت دراسة الصحة ليس من ناحية جسدية كما في الطب، ولكن من منظور اجتماعي.
- أثناء دراستي، التقيت بعدد من طلبة الدكتوراه وأبهرني حسّهم النقدي ونظرتهم التحليلية للأمور. حينها عزمت على صقل شخصيتي بدراسة الدكتوراه.
- اخترت العلوم السلوكية لأني وجدت ضالتي فيه بعد 27 سنة من عمري. وهنا عرفت أن الحياة رحلة استكشاف ستمر بالفرد عبر محطات كثيرة حتى يصل لوجهته ويعرف شغفه لاحقاً، فلا عجلة ولا استعجال.
- أعمل كباحث ومحاضر في جامعة تمبل في فيلادلفيا، إضافة إلى دراستي في السنة الثالثة للتخصص.
- مهتم بمجال الصحة النفسية والعاطفية كثيراً. زوج لآلاء وأب لآدم - والذي اخترت اسمه ليعبّر عن أمنيتي ليكون شخصاً عالمياً متعدد الثقافات وعابراً للأديان واللغات، فكل الأرض يعرفون «آدم».
- أجدني كثيراً في الأروقة الأكاديمية وأعمل جاهداً لأكون عضواً منتجاً فيها.
- يروق لي قول لوركا: أيها الحطاب، اقطع ظلي، خلصني من العذاب.. من رؤية نفسي دون ثمر.
- أشكر الغربة التي أعطتني الفرصة للنظر إلى نفسي منعزلاً عن تأثيرات وضغوطات المجتمع. هذه الحرية الفكرية هي أهم مكتسبات الغربة، إذ أعدت صياغة نفسي وفكري بما أراه أنا ملائماً ومقارباً للصواب، وليس كما يُمليه عليّ مجتمعي. أعتقد أنّي أصبحت أنا هناك في الغربة.
- أهم ما خسرته في الغربة هو مشاركة عائلتي ومجتمعي الكثير من المناسبات والظروف المفصلية. هناك الكثير من الذكريات التي لم أعد أنا جزءاً منها، إذ تحوّلتُ إلى شبح في ذكريات العائلة والمجتمع. هناك حقبة تاريخية كاملة لا أنتمي إليها.