آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 3:50 م

حفلة تهكم ام لعبة مسارات

المهندس أمير الصالح *

سالم وسليم ابناء نفس المنطقة والمحلة والوطن. شاءت الاقدار الالهية ان يكون التحصيل العلمي الجامعي لـ سالم في الغرب وصاحبه سليم في شرق الدنيا.

كلا منهما لم تنفك علاقته بالله الا ان المرئيات والقناعات في بعض الجزئيات تغيرت لكلا منهما نحو اليات وطرق تفسير مفاهيم التعبد لله الواحد الاحد. انطوى الزمن والتقى الصديقان من خلال منتدى اجتماعي افتراضي «جروب واتس اب» أنشأه صديقهم القديم سمير. كان سمير شخصية اجتماعية تحب العمل الاجتماعي التطوعي، وعلى ضوء ذلك انتقى اشخاص ذوي شهادات علمية من ارض الوطن في عضوية قروبه الافتراضي الذي اسماه *“ النخبة في الخدمة"*. وكان احد الاهداف لانشاء القروب الافتراضي هو الدفع من خلال التواصل والحوار الهادف لاطلاق او تبني مشاريع تطوعية يتصدى لها النخب من ابناء المجتمع. مع مرور الوقت وتبادل الكتابات والتعليقات ببن اعضاء قروب النخبة،

لاحظ معظم الاعضاء ان ديدن سالم وسليم المناكفة والمشاكسة دونما الدفع باي افق تفعيلي لتبني اي مقترح هادف وعملي. فاصبح سليم يوصم سالم بنعت الحداثي الزئبقي المتفلت واضحى سالم يوصم سليم بنعت التقليدي الظلامي المتخلف.

امتد النقاش في كل الاتجاهات ولكن وصُم سالم لسليم وسليم لسالم جعل القروب شبه مشلول الانتاج، مبهم المخاض، مستنزف الوقت. تضجر معظم الاعضاء، فأشار سمير على كلا منهما ان يتوقفا عن المناكفة ويركزا على ما يهم الجميع في القروب وضمن اهدافه. والحقيفة ان الانغماس لكلا الطرفين «سالم وسليم» جعلهما شبه خواء من حيث لا يشعران والطامة الناتجة لذلك ان كلا من سالم وسليم كونَّا لكلا منهما انصار من الشبيبة ومجموعة من الاتباع من قليلي الرأي والتجربة. ولاحظ معظم الاعضاء انه في حالة تصدع الحوار بين سالم وسليم لا ترتدع جماعة كلا منهما عن الضرب تحت الحزام للطرف الاخر.

بعد جهد عدة سنوات، قرر سمير الغاء المجموعة واعادة انشاء مجموعة اخرى اكثر نضجا وحكمة وانتاج نافع. وفق ايما توفيق سمير في انتقاء الاطراف الجديدة والتي كانت مؤهلة ومنتجة وتبتعد عن اي تهكم والسعي لتوطين كل حاضنة منتجة لكل الطاقات. انتعشت المجموعة الجديدة واحس الجميع بافرازتها ومؤلفاتها وندواتها وانطلاق لبنات مشاريع بعض اعضاءها. قطف الجميع بما فبهم المجتمع النتائج وجنى الثمر. الا ان سالم وسليم عافاهما الله مازالا حتى يومنا هذا يتشاجرون ويتشاكسون وأصبحا ضيوف على قنوات فضائية مشخصة في تأليب الناس بعضهم على بعض؛ واطلق عليهما البعض ”نخبة الجدال العقيم“. قد يكون من الجيد ان ينظر الانسان صادقا الى المرآة بين الحين والاخر ليتعرف على موقعه من المجموعتين: ”النخبة في الخدمة“ ام ”نخبة الجدال العقيم“. في ضَل الانفتاح الجديد في فضاء العام اصبحت مساحة معرفة معالم الشخصيات اكبر. ولذا نهتف في الجيل الصاعد والحاضر الا يكون عود ثقاب في ايدي تجاذبات هذا او ذاك ممن يتصارعون للسيطرة سواء باسم الحداثة او باسم الدين. وعليه نرى ان راجح العقل من سخر طاقاته لتربية ذاته ونمو عقله وماله ومجتمعه وليس من ركب الموجة كيفما كانت انتهازا او استغلالا.