آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 3:32 م

المراهقة: كيف نتخطاها بسلام «الجزء الثاني»

نعمه فؤاد كامل *

استكمالاً لما تم سرده فى المقال السابق عن عالم المراهق والتغيرات التى تحدث له أثناء تلك الفترة نجد أن هناك تغيرات أساسية فى النمو الاجتماعى فنجده لايرغب فى البيت بالمرة وانما يرغب فى تكوين علاقات جديدة وخاصة اذا كان هناك هوة كبيرة بين تفكيره وتفكير أبائه، لذا يلعب الأباء دور هاماً وأساسياً فى تخطى تلك المرحلة بسلام وخاصة اذا تفهمو انفسهم وأبنائهم جيداً وتقبلو وبصدق وبتحدى تلك التغيرات حتى يستطيعوا تحويل تلك المرحلة من حالة طارئة لها تاثير سلبى وهدام على مستقبل وحياة المراهق الى مرحلة انتقالية دافعة نحو الانجاز والنضج المثرى مدى الحياة.

اذا فلنستعرض معاً بعض النقاط عن كيفية مساعدة أبنائنا اثناء تلك الفترة:

  • أولاً: تقبل ابنك دون اصدار أحكام مطلقه على أقواله وأعماله، فاذا قمت باصدار أحكام فطبيعى أن ترفض ما لا يتمشى مع مبادئك وبالتالى سيحدث شجار ونزاع بينكم باستمرار.
  • ثانياً: أعلم أن الأبناء فى تلك المرحلة يحتاجون الى تذكير بأركان الايمان وشرح التغيرات الجنسية مثل أن الاحتلام أمر طبيعى حتى لا يتسبب ذلك فى حدوث صراع داخلى، وكذلك بالنسبة للفتاة فعلى الأم تعليمها كيفية التطهر من الحيض وكيفية احتساب الفترة الزمنية والاستعداد للدورة القادمة فضلاً عن زرع ثقتها بنفسها وحثها على الحفاظ على عفافها.
  • ثالثاً: عودوا أبنائكم على حياة الجد والابتعاد عن التراخى والميوعة والانحلال من خلال النمذجة، دعم الثقة بالنفس، أسلوب عقد الاتفاقيات البناءة والهادفة مع محاول اقناعهم باللين والتوجيه وليس بالصراخ.
  • رابعاً: يبينوا لأبناكم المخاطر الجسدية والنفسية الناجمة عن التعاطى والسلوكيات الخطرة بل وتوجيهمم نحو كيفية قضاء أوقات فراغهم فى أشياء مفيدة مثل السباحة والرياضة والقراءة وغيرها.
  • خامساً: العطاء والحب مع الاستمرارية والثبات فسوف يكون ذلك بمثابة جسر حصين يجعل ابنك يحرص على عدم اصدار الأفعال الشاذه نظراً لخوفه من فقد الحب والعطاء الاسرى.
  • سادساً: ايضاح العواقب الدنيوية للسلوكيات المنحرفه مثل انتقال الأمراض المميتة «الايدز»، السجن والانجراف فى الجرائم.
  • سابعاً: محاولة اصطحابهم أثناء الخروج، وتكليفهم ببعض المهام ولكن دون اجبارهم على ذلك حتى يشعرو بالاعتماد على ذاتهم.
  • ثامناً: تذكرو أن فشل الابناء فى جوانب ما لايعنى أنهم لايستطيعون النجاح فى النواحى الأخرى فساعدهم على اكتشاف ذاته ونقاط القوة لديهم.
  • تاسعاً: عدم التجسس عليه فأنت نموذج وقدوة له، حاول متابعته بطرق غير مباشرة وشرعية وكذلك محاول التاثير عليهم ممن هما محبوبين لهم.
  • عاشراً: حاول توفير الوسائل المرئية أو المسموعة، وكذلك الأجهزة الحديثة ان أمكن ذلك لاشباع حاجتهم لحب الاستطلاع ولكن اعتنى بذلك.

وأخيرا وليس أخرا علينا توجهيهم لاختيار أفضل الاصدقاء الذين يتحلون بالقيم الاخلاقية مع محاولة التحدث معهم عن معايير الاختيار والمتابعه لذلك.

وفي النهاية دائماً وابداً علينا الاستعانة بالله عز وجل والدعاء والتضرع له بحفظ أبنائنا فهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين وعلينا أن نتذكر دائماً أن الانسان غير محاسب على النتاج بل العمل والسعى فلنعمل ونسعى بكل هدوء لكى يتخطى أبنائنا تلك المرحلة بسلام.

أستاذ مساعد جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل
دكتوراه فى التمريض النفسى والصحة النفسية