التطوع الفردي رافد اجتماعي مهم
اهم عامل في التطوع هي الدافعية النابعة من الذات وهي المحرك لخدمة المجتمع والوطن.
هذا المحرك تكون من طبيعة وفطرة الإنسان المحب للخير وموجه بالدين المنتمي له والتربية المؤسسة على الانسجام مع المجتمع ونشاطاته وبرامجه.
مجتمع الآن تغير مجتمع معرفة ومنظم فلم يعد ذلك النسيج المتكون من الأفراد والأسر فقط، شكل ومضمون المجتمع تحول إلى مؤسسات وشركات ومنظمات الحاكم فيها القانون والنظام التي تحد من حرية الفرد وحركته، يعني أغلب سلوك الفرد محكوم بقانون خارجي ونظام عام، هذه الأنظمة والقوانين رغم اهميتها في عالم معقد الا انها قيدت من حركة وحرية الفرد في أمور شخصية مثل حرية الإبداع والتطوع.
التطوع منبعه الذات وحب الخير وأحد محركاته شعور الفرد أنه منتمي عضويا بالمجتمع.
بدأ التطوع فرديا عفويا استجابة لحاجات البيئة بدون مقابل مادي، هذا الفعل الإنساني التلقائي أُطر وحُدَ بقوانين وأنظمة بل حتى رفعت بعض المجتمعات شعار لا تطوع او نشاط اجتماعي إلا من خلال مؤسسة اجتماعية او بشراكة مع المؤسسات المجتمع المدني وهذا ما يرفضه ولا يتقبله البعض بحجة بغض الروتين والبيروقراطية خصوصا الأفراد المرتبطين بوظائف لأنهم لا يريدون أن يخرجوا من عمل واجب وقانون إلى عمل مستحب لكنه محكوم بنظام.
هذا التقييد بقوانين المؤسسات افقد المجتمع طاقات تريد أن تقدم ما لديها من طاقات ومواهب بحرية في الزمان والمكان مع ما يتناسب مع ظروفهم حتى أن بعض المجهودات التطوعية افتقرت إلى الإبداع والتطوير بسبب احساس المتطوعين أنهم مقيدين بأنظمة لا يستطيعون تجاوزها.
مقتضيات العصر فرضت التطوع المنظم والمحكوم بقوانين ويؤدي أدواره بالمجتمعات لكن أصالة الفرد هي الأساس وطبيعة الإنسان يميل إلى الأداء الحر، يطلق إبداعه في التغيير والتنمية بل ارتبط إبداع الإنسان بالتطوع فأغلب النشاطات والأفعال التي توحي بالإبداع والابتكار هي تطوعية أُنجزت في فضاء حر.
التطوع المبني على التخطيط والتنظيم والرؤية إنتاج طبيعي للتراكم المعرفي والأجتماعي لكن التطوع الفردي هو طبيعة إنسانية تُودى بعفوية واستجابة لمتطلبات المجتمع واثبات الذات واحترامها وترجمة لمشاعر فطرية.