ترامب.. والقدس
تحرك الرئيس الامريكي ترامب للاعتراف،، بالقدس عاصمة اسرائيل يواجه ضغوطات كبيرة، سواء داخل الادارة الامريكية، او على الصعيد الدولي، الامر الذي يفسر تراجع البيت عن تحديد موعدا رسميا للإعلان الرسمي، فالتسريبات الإعلامية التي أطلقها البيت الابيض، خلال الأيام بمثابة بالون اختبار، بغرض قياس درجات الفعل داخليا وخارجيا، خصوصا وان خطوة ترامب تمثال تحولا دراماتيكيا، لدى البيت الأبيض في التعاطي مع القضية الفلسطينية، باعتبارها الراعي الأساسي لمساعي حل الدولتين، خلال السنوات الماضية.
التحالف الاستراتيجي القائم بين تل ابيب وواشنطن، لم يدفع ادارات البيض الابيض خلال العقود الماضية، لاتخاذ خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي، خصوصا في ظل صدور قرارات دولية، باعتبار اسرائيل محتلة للقدس، وبالتالي فان تحرك ترامب باتجاه التناغم مع خطوات تل ابيب، في اعلان القدس عاصمة للاحتلال، يشكل صدمة كبرى للمجتمع الدولي، وينسف جميع القرارات الدولية، الداعية لإنهاء اسرائيل للمدينة المقدسة.
تحاول تل ابيب استغلال فرصة وجود ترامب، في البيت الابيض، لتسريع الخطى لاستصدار قرار الاعتراف، بالقدس عاصمة رسمية، خصوصا في ظل المشاكل التي تواجه الرئيس الامريكي، على خلفية التحقيقات المتعلقة، بتدخل روسيا في الانتخابات التي افضت بفوزه، وبالتالي الحكومة الإسرائيلية ستحاول تحريك اللوبي، ومراكز الضغط، لتشجيع ترامب على تحديد موعد رسمي.
السلطة الفلسطينية غير قادرة على مواجهة التحركات الامريكية، الساعية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، جراء غياب الغطاء العربي القوي، القادر على ممارسة بعض الضغوط، لإيقاف مساعي ادارة ترامب، الامر الذي يدفعها للتعويل على توحيد الموقف الفلسطيني،، باعتباره السلاح القادر على افشال تلك الجهود الامريكية، اذ يعتبر التحرك الفلسطيني الجاد لتكريس المصالحة امر بالغ الأهمية لتوحيد الصف الواحد، والحديث بصوت واحد، لاسيما وان الانقسام ساهم في الأضرار بالقضية الفلسطينية، خلال السنوات الماضية.
غياب الدور السياسي المؤثر للجامعة العربية، يجعلها غير قادرة على ممارسة الضغوط، في المحافل الدولية، فهي لم تستطع منع اسرائيل عن عمليات التغيير الديمغرافي، خلال العقود الماضية، فما بالك بقدرتها في تحريك الرأي العام العالمي، وهي تعيش أسوأ مراحلها، جراء الوضع السياسي، الذي يواجه العديد من البلدان العربية، لاسيما بعد موجة الربيع العربي، الذي كرس حالة الانقسام بين الدول العربية، مما جعل الجامعة العربية، غير قادرة على اتخاذ قرار موحد، فضلا عن كون القضية الفلسطينية، لم تعد ضمن أولويات الجامعة العربية، نظرا لانشغال العديد من العربية بمشاكلها الداخلية، ومحاولة الخروج من الأزمات السياسية، والاقتصادية، التي تعيشها بعض البلدان العربية.
يبقى تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه التاريخية، امر بالغ الأهمية، في افشال جميع المخططات السياسية، الساعية لتصفية القضية، اذ يعتبر اعلان القدس عاصمة للاحتلال، ابرز تلك الخطوات لشرعنة الاحتلال، وإصدار صك البراءة، من قبل الادارة الامريكية.