آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 7:28 م

«قصة قصيرة»

الطابور الخامس

الدكتور أحمد فتح الله *

في الصف الرابع ابتدائي... كان يحسب الطابور الخامس... الصف الخامس في طابور الصباح... لترادف المعنى. عدَّى الطلاب الرابع والخامس والسادس... والثاني عشر... والسادس عشر... بعضهم ”الماسترعشر“... وبعضهم ”الدكترعشر“.

بعد سنين... خَرَجَ عليهم فَارِسٌ يمتطي سِنَانْ... بينَ فَكَّيْهِ سَيْفٌ صَارِمْ... أرجعهم الى الطابور الخامس.

تَلا أحدُ الطلابِ بعضَ آياتٍ من القرآن... منها:

﴿مَا يَلْفُظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ

بعده كالعادة... القى عليهم وكيلُ المدرسة كلمةَ الصباح:

”أخواني... كنتم أبنائي... اعلموا...

لو يتذكر المسلم هذه الآية... لتوقف عن الكلام أو الكتابة

الا اذا كان لا يخاف ذاك الرقيب... ذاك العتيد...

أو سَيْتُوْبُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَتَيْنْ“.

ثم جائتْ ”الهَّدَة“... بعد يومٍ ابتدائي بريء... في امتداد طوابير الحياة.

صاح حارسُ المدرسة... المستبد برأيه... والعدواني.. كباقي المستبدين...:

”طلاب الخامس خَوَنَةْ... كيف تمشون مع طلاب المدرسة الثانية؟“

 
تاروت - القطيف