جماز السحيمي.. وتميز القيادة
يروي زميل أنه مصادفة وهو على أبواب التخرج من إحدى الجامعات الأمريكية، التقى شخصا فسأله عن تخصصه الجامعي، وأسدى إليه نصيحة بالالتحاق بصندوق التنمية الصناعي؛ لما يوفره من برامج تأهيلية وتدريبية متميزة. سمع النصيحة والتحق، وهو اليوم رئيس مجلس إدارة لشركة متميزة في مجالها، وهناك كثير غيره في مجالات كثيرة وصلوا إلى مراكز قيادية.
الناصح هو المرحوم جماز السحيمي ”أبو سلمان“ من أوائل الموظفين الذين التحقوا بالصندوق، وتم ابتعاثهم للبرنامج التدريبي في بنك ”تشيز مانهاتن“ في نيويورك. وكان آخر منصب له في الصندوق نائبا للمدير العام بين أعوام 1982 و1984، ومن ثم انتقل إلى مؤسسة النقد العربي السعودي، وعين وكيلا لمحافظها عام 1989 حتى تموز «يوليو» 2004، ليشغل بعدها منصب رئيس مجلس هيئة سوق المال.
قبل سنوات وخلال رئاسته هيئة سوق المال، ومن ضمن مجموعة من أعضاء ”منظمة الرؤساء الشباب“ التقيناه، وكان ذلك لقائي الأول معه، استعرض في اللقاء الدور الذي بذله هو وزملاؤه في بناء الهيئة وأنظمتها واهتمامهم الكبير بتدريب الشباب السعودي ليكون مؤهلا للعمل والقيادة، ولن أنسى وهو يشرح بحماس عن النظام الأساسي للهيئة، واستفادتهم من الأنظمة العالمية حسبما يتناسب معنا وبالتفصيل، لماذا أخدنا من النظام الأمريكي تلك المادة، ومن الإنجليزي مادة أخرى، وغيرهما بلغة العارف المتمكن، واضعا نصب عينيه بناء نظاما يحمي المستثمر الفرد، ويوفر الأساس الأمثل للمستثمر المؤسساتي.
اتصلت به قبل سنوات هاتفيا طالبا لقاءه، والتقينا في مقر شركة سنابل، التي رأس مجلس إدارتها، وتحدثنا في مواضيع مختلفة، ولكن الأهم كان عن الجهود التي بذلها في قيادة بنك الخليج الدولي خلال الأزمة المالية العالمية، وامتناع الدول المالكة عن المساهمة المالية في الإنقاذ رغم الجهود الكبيرة التي بذلها لإقناعهم وصولا لإقناعه وزارة ماليتنا بضخ الأموال اللازمة، التي حققت عائدا كبيرا عن المبلغ المستثمر وأغلبية الملكية. تمنيت عليه أن يكتب ذلك وغيره من الأمور في كتاب تستفيد منه الأجيال ويدرس في الجامعات، وعدني خيرا ولا أعلم إن فعل ذلك أم لا.
”أبو سلمان“ من القيادات الوطنية التي لعبت أدوارا متميزة في جهات مختلفة، أتمنى أن يتم تكريمه من كل الجهات التي كان له دور في قيادتها وتميزها، وإن كنت تمنيت التكريم وهو حي.
قلة من قياديي الوطن الراحلين أو الحاليين من بادر لكتابة سير حياتهم لتستفيد منها الأجيال اللاحقة.
في رسالة ”واتساب“ منه قبل أشهر شاركني بمقولة لـ ”غاندي“: ”ما يجعلك سعيدا في الحياة أن تكون مفيدا للآخرين“، وتحقيقا لذلك أتمنى أن تبادر عائلته بكتابة سيرته.