أبي.. افتقدتك في مجلس الآباء!!
تفاجأت إدارة إحدى المدارس بالحضور الذي لم تكن تتوقعه من أولياء الأمور أثناء مجلس الآباء حيث حضر منهم تقريبا 33٪.
إذا كان هذا الحضور يعد متميزا ولم تشهده المدرسة في السنوات الماضية نقلاً عن إدارة المدرسة والمعلمين فأين النسبة الكبرى التي لم تشارك أبناءها في هذا المجلس أم أن ثلثي الطلاب من الأيتام؟
لطالما تطلع كل ابن زيارة والده منذ بداية العام الدراسي ولكن ربما لم تسنح الفرصة ولم تسمح ظروف والده لذلك فظلت عيناه تترقبان بوابة المدرسة في مجلس الآباء ينتظر أن يطل عليه قدوته وفخره في أي لحظة.
منهم من تحققت أمنيته ولم تسعه الأرض من الفرحة والسرور فتشابكت أنامله بأنامل والده الحنون وأخذ يتجول معه في المدرسة بكل فخر واعتزاز، يشير تارة إلى الفصل الذي ينهل منه العلم والمعرفة، وتارة إلى قائد المدرسة حتى يصل إلى من يقال في حقه «من علمني حرفا صرت له عبدا».
وفي الجانب الآخر نظرات ممن لم تتحقق لهم هذه الأمنية لكنها لم تيأس فتطيل النظر تارة وتحدق في مدخل المدرسة، وتارة تشاهد تلك الصور الجميلة والسرور الذي لايوصف على وجوه زملائهم بين يدي آبائهم.
ومع اقتراب نهاية المجلس تخيم علامات الاستسلام واليأس وخيبة الأمل، ويشعر كل ابن بالانكسار وتفسير عدم حضور ولي أمره بما يفهمه ويدركه عقله، فيبدأ يبحث عن أحد أقربائه المتواجدين للسؤال عن آبنائهم والتعرف على مستواهم فلايتردد بالطلب منه ليقوم بدور الأب الذي خيب آماله ولم يفرغ نفسه ويخصص جزء من وقته لتحقيق أمنيته.
يعود إلى المنزل والسؤال المحير في ذهنه.. أبتاه.. لقد افتقدتك اليوم.. بينما حضر والد صديقي فلان وصديقي فلان و.. و. لعله يجد جوابا شافيا يجبر خاطره المكسور. فيأتيه الجواب بكل برود لقد كنت مشغولا بشيء أهم في العمل «أقصد مهم» ولم أتمكن من الحضور يابني.
مجلس الآباء لا يستغرق أكثر من ساعة على أعلى تقدير بينما لايعيره كثير من الآباء أي اهتمام.. إنها ليست مجرد دقائق يقضيها الأب مع المعلمين بل أن لها تأثير ووقع كبير في نفوس الأبناء، وسعادتهم لاتوصف عند رؤية والدهم في المدرسة. كل طالب يفتخر بوجود والده أمام معلميه وزملائه ويشعر باهتمامه وحرصه. وهي فرصة للالتقاء بالمعلمين وجها لوجه قد لاتتوفر خلال العام الدراسي ليتعرف على ابنه ومستواه وسلوكه وماتواجهه من تحديات وعقبات ويشارك المعلمين وإدارة المدرسة في معالجتها والتغلب عليها. ومن جهة أخرى يبعث رسالة إلى المعلم عن مدى حرصه واهتمامه ومتابعته لإبنه.