ألا هل من منصف يراعي حرمة الناس
فضيلة الاخ الشيخ شاكر الناصر حفظك الله،
اطلعت على موضوعك المنصف في جهينة ودفعني الإحساس بقيمة التقدير والثناء لشخصكم الكريم لأنني خلال الأيام السابقة قرأت عشرات المواضيع والتعليقات على ندوة الشيخ الفاضل علي الفرج وكلها كانت من كتّاب ومثقفين لا ينتمون الى الحوزة العلمية وهو أمر طبيعي لأنهم أولاً كانوا يشكلون أغلب الحضور في الندوة وثانياً لأنهم من رواد الكلمة الحرة والمنفتحين على كل الأفكار لذلك بادروا للرد على ما صدر من بعض طلبة العلوم الدينية من أقوال لا تنسجم مع وظيفتهم الدينية ولم تكن وفق المنهج الذي ينادون به «نحن أبناء الدليل أينما مال نميل» ولا عجب من المثقفين أن يكونوا أمناء على إيصال الكلمة الى الناس دون تحريف أو تزيف لكن العجب كل العجب أن ينبري رجل من أهل الصنف وفئة رجال الدين ويعالج الموضوع أقصد الفتنة بهذه الكيفية الراقية الواعية الملتزمة بالأخلاق في النقاش شيخنا العزيز كنّا ننتظر أحداً من المشايخ يشارك الاخوة في كشف الحقيقة وتفضلت علينا بردك الوافي.
لكن أسمح لي أيها الأستاذ أن أقف معك إذا حسبتني من هذه الفئة وأقول لك ما في نفسي!
بِسْم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.
سماحة الشيخ الفاضل ليتك سألتني وانا من الذين شاركوا في ندوة الشيخ الفاضل علي الفرج حفظه الله لأخبرتك عن أمور مهمة أثناء الندوة:
الأمر الاول عدد الحضور ونوعية الحضور الذين نالتهم سهام القوم بأقسى وأقذع الكلمات وهم قامات في المجتمع لا بدّ أن يعرف الناس من هم الحضور في تلك الندوة وليت الذين صفقوا للمشايخ المنتقدين كلفوا أنفسهم بسماع المداخلات وعرفوا مضمونها وهي منشورة في موقع المنتدى بالصوت والصورة حتى لا يقعوا في الإثم من الناقل بلا روية.
الأمر الثاني أن معظم المداخلات كانت تناقش سماحة الشيخ بوعي المطَّلع والقارئ للكتاب وهم ليسوا أقل علماً من طلبة الحوزة أمثال الأديب الشاعر السيد عدنان العوامي والشاعر القدير سعود عبد الكريم الفرج والشاعر فريد عبد الله النمر وعدد من المثقفين الأجلاء الذين هم بلا شك ولا ريب عفيفي اللسان يملكون من الورع والأخلاق الأدبية ما يعجز اللسان عن سردها.
الأمر الثالث يا فضيلة الشيخ شاكر أنني على علم بأن الدعوات التي قدمت إلى أهل الصنف من المشايخ الكرام ليست قليلة بل تعدّ بالعشرات ولم يحضر منهم أحد وكنّا نتوقع حضور المهتمين بالتاريخ والمتحمسين للدفاع عن الشعائر أن يهبّوا ويناقشوا الشيخ علي الفرج ويدحضوا حجته لكنهم لم يفعلوا.
الأمر الرابع أنه لمن المؤسف حقاً أن ينبري بعض طلبة العلوم الدينية للنيل من الشيخ علي والحطّ من قدره أما بالهمز واللمزم وأما بالتصريح بكلمات يعفّ اللسان عن ذكرها وأنا قرأت في بعض المواقع كلمات صدرت من مشايخ يئمون الناس في المساجد لو ذكرتها يخجل المطّلع عن قراءتها.
أما ما قيل عن المنتدى وراعي المنتدى الذي يعلم أهل القطيف بل أهل الخليج من هو جعفر الشايب يُتهم بأنه يبحث عن كل من أراد هدم المذهب والتشكيك في الشعائر، وهذه جريمة في حق الرجل الذي كرّس حياته وصرف عمره في خدمة المجتمع وفتح بيته لمن لديه إنجاز فكري وإبداع فني لإبراز طاقات المجتمع دون تمييز وفِي النهاية يأتي شخص يقول أن المنتدي لم ينتج إلا خيبات الأمل.
الأمر الخامس نحن وأنتم سماحة الشيخ شاكر ندرك أن الغالبية العظمى من رجال الدين العلماء المخلصون في بلادنا أعرف بقواعد النقاش في الأمور العقدية والتاريخية وسيرة المعصومين وهم أحرص على تنزيه وصيانة المذهب مما دخل وأضيف عليه من زيادات ومبالغات يتحملون المسؤولية أمام الله وأهل البيت لماذا لا يظهرون علمهم ويقولوا كلمة الحق حتى لا تترك الساحة للانفعاليين الذين همهم تصفية الحسابات مع خصومهم على حساب الحقيقة التي ينشدها الناس.
إلى متى هذا السكوت والصمت عن قول كلمة الحق وإن أغضبت؟
لا نريد التعميم فهناك فضلاء أمثالكم قالوا كلمتهم وهم محل احترام الجميع.
أخيراً لقد قابلت بعض المتحمسين للدفاع عن أبي الفضل العباس وسمعت منهم كلاماً خطيرا هو أقرب الى قول الدواعش مفاده إن محاولة إسقاط العباس من مقامه الرفيع هي محاولة لإسقاط الحسين وهذا خط أحمر لن نسمح لأحد أن يمسّ مكانة الحسين .
وفِي ظني أنما وصل بهم هذا القول هو بسبب التجييش من بعض أصحاب العمائم.
نسأل الله الستر وعفّة اللسان.