آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:35 م

نافذة بيضاء!

كمال بن علي آل محسن *

في زحام الحياة ومتطلباتها التي لا تنتهي، ومع انشغال الناس بأمور معايشهم وسعيهم الدؤوب وراء لقمة العيش؛ لتوفير المسكن والمأكل والمشرب والملبس وغيرها لجميع أفراد العائلة بمن فيهم الأبناء، رغبة في الاستقرار العائلي المنشود، وتحقيقا لحصة مقبولة من الرفاهية.

كل ذلك نتج عنه ابتعاد كثيرٍ من الآباء عن القيام بدورهم الفاعل والجاد والواعي في متابعة أبنائهم الطلاب في كل ما يتعلق بأمور دراستهم.

إن البيت هو الركن الأول في تربية الطالب وتعليمه، ويمثل الوالدان الدور الأكبر والأهم في عملية توجيه الأبناء، والأخذ بيدهم ومساعدتهم، والإشراف عليهم وتوعيتهم، والنصح المباشر لهم، للوصول بهم إلى النقطة التي يبدؤون هم منها بالاعتماد على أنفسهم وتوظيف طاقاتهم؛ حتى يحققوا طموحاتهم وينجحوا في مسيرة حياتهم.

هذا الأب المتابع، وتلك الأم المهتمة محل تقديرنا جميعا، فعلى الرغم من كل التحديات وصعوبات الحياة وزيادة الأعباء وكثرة المسؤوليات التي فرضها عليهم موقعهم الأُسَري حالهم حال جميع الآباء والأمهات، إلا أنهم يتابعون أبناءهم أيما متابعة؟! ويخصصون لهم جزءا كبيرا من وقتهم الثمين في مذاكرة المواد الدراسية معهم، ومساعدتهم في حل واجباتهم، وإعطائهم أوراق عمل وتدريبات يقومون بحلها معهم، للتأكد من إتقانهم للمهارات المدروسة، كذلك فإن لهم يدا بيضاء في مساعدة أبنائهم في إعداد الأعمال المطلوبة في ملف التعلم، وكذلك التعاون معهم في إنجاز المشاريع التي تطلب من الأبناء من حين إلى آخر.

هذه المتابعة الجادة والحثيثة من قبل الوالدين ستثمر إن شاء الله عن طلاب مدربين أفضل تدريب، وقادرين على تخطي اختبارات القدرات والتحصيلي بكل يسر وسهولة وبدرجات عالية؛ تؤهلهم للوصول إلى المرحلة الجامعية وما بعدها.

إن مثل هؤلاء الفئة من الآباء والأمهات يستحقون منا كل الشكر والعرفان والثناء، بل والتكريم أيضا، لدورهم العظيم والذي لا يقل عن دور المدرسة إن لم يتخطاها في أحايين كثيرة.

نحن ندعو إلى ضرورة الاحتفاء بمثل هؤلاء الآباء والأمهات؛ تشجيعا لهم وتحفيزا لعطائهم ودعما لتضحياتهم، فالرحلة طويلة وسنوات الدراسة كثيرة، والمستقبل مخبوء بالتطور السريع الذي يتطلب منا مزيدا من المتابعة والاهتمام، وجرعات مضاعفة من العطاء اللامحدود.

فليكن في كل مدرسة لوحة خاصة تعلق فيها أسماء وصور أولياء الأمور المتميزين في متابعة أبنائهم، وليكن في كل مدرسة جوائز مميزة يتم توزيعها عليهم بواقع مرتين في كل فصل دراسي

رسالة:

إن الاستثمار في جيل الأبناء سيشكل حجر الزاوية لبداية ملهمة، نستطيع من خلالها إنتاج جيل شاب واعٍ ومثقف يمكنه أن يحمل راية الإبداع، ويحقق الإنجازات في سبيل خدمة الدين والوطن.