المؤسسات الاجتماعية والعقل الجمعي
كلما هيمن العقل الجمعي على مجتمع كلما صعب تغييره لأن اراء افراده مقيدة بما يفكر به الآخر وكل ينتظر أن يبادر غيره بالتغيير.
العمل الاجتماعي في هذا المناخ يكون محاطا بالعقبات حتى اصبح المتطوع بالعمل المؤسساتي والرسمي يأمل بالخروج من ساحة النشاطات بأقل الخسائر المجتمعية.
في بيئة المجتمع الذي يسود فيه العقل الجمعي، تطبيق النظام والقانون فيه يواجه صعوبة ونفور لان منظومة المجتمع مبنية على القيم الاجتماعية الموروثة الذي يكفيها حسب مصلحته والطرق التي تحقق اهدافه.
عدم الاهتمام بالانظمة ناتج غالبا من العادات والتقاليد لأن الأغلب لديه قوانين شخصية ومجتمعية متوارثة كسبها بالتوارث، في هذا المناخ يصعب العمل الاجتماعي ويثقل كاهل المؤسسة الاجتماعية بالنقد الغير بناء المبني على المصلحة وصورة المؤسسة مرهونة بما يكسب ويستفيد منها.
لهذا تواجه المؤسسات الاجتماعية عدة تحديات اهمها البناء المؤسساتي المبني على الانظمة الإدارية الاحترافية والقوانين الرسمية الملزمة بها وتحدي آخر اصعب هو توصيل رسالة المؤسسة الاجتماعية واهدافها إلى بيئتها الحاضنة وجمهورها بأنصع الصور بدون صدامات حتى تستمر في عطائها حسب اهدافها وامكانياتها.
تتعثر كثير من المؤسسات الاجتماعية تتيجة عدم اختيار الكفاءة الراغبة ذاتيا بالعمل الاجتماعي والتطوع لأن المجتمع وبدوافع القرابة والعلاقات الشخصية والمحسوبية هي من تدفع الأفراد بالانخراط في العمل الاجتماعي المؤسساتي.
الكفاءات زادت وتنوعت بعدة تخصصات لكن الكفاءة وحدها لا تكفي من أجل العمل التطوعي الرسمي
لكن الدافعية الذاتية أهم لأن من يتحمس ويندفع من داخله سيجتهد بالتعلم وكسب الخبرة من الآخرين فالدافعية تشكل أكثر من نصف الإنتاجية والفعالية.
أيضا من التحديات التي تواجه المؤسسات الاجتماعية والمدنية اختلاف تشخيص المستفيدين والجمهور من جهة ورؤية مجلس الإدارة في المشاريع والنشاطات والتطوير.
مجتمع المؤسسات الاجتماعية يشخص وينظر من موقع الغير مطلع على الانظمة والغير عالم بالمعلومات والامكانيات وبين اعضاء مجلس الإدارة المسئوليين والمطلعين على قوانين واهداف المؤسسة فينشأ اختلاف التشخيص والتحليل والاستنتاج الذي يؤثر على سير العمل الاجتماعي.
كثير من المؤسسات الاجتماعية تعثرت بل توقف نشاطاتها بسبب الصراع الناتج بين مجتمع يريد حسب ما يكسبه من العقل الجمعي وعدم معرفته بما يستجد وبين إدارة تعمل وفق انظمة وقوانين ورؤيتها وحسب امكانياتها وأولوياتها.
لتخفيف هذا الخلاف بين جهتين تهتمان بالمؤسسات الاجتماعية هي الشفافية وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل وللحصول على التغذية المرتدة.