انهيار دولة داعش
اسدل الستار عسكريا، على أسطورة داعش، في كل العراق وسوريا، فالتنظيم الذي ملأ الدنيا توحشا، وارهابيا، على السنوات الأربع الماضية، تلاشى كقوة عسكرية، بعد طرده من جميع معاقله، والمدن التي سيطر عليها، بعد أقدامه على إلغاء الحدود، بين سوريا والعراق، فقد تمدد بشكل سريع بعد السيطرة على مدينة الموصل، جراء الفراغ الأمني، الذي تركته الأزمة السورية، والفوضى التي سادت في العراق، على خلفية المظاهرات، التي اندلعت في تلك المناطق العراقية.
عملية القضاء على دولة داعش، جاءت بواسطة انهر من الدماء، قدمت في سبيل إنهاء على التنظيم الارهابي، خصوصا وانه استطاع في غضون السنوات الأربع الماضية، ارساء قوة عسكرية تمتلك أسلحة متطورة، وكذلك استقطاب عشرات الآلاف من العناصر، من شتى اصقاع العالم، وبالتالي فان التضحيات الجسيمة مثلت الثمن الكبير، الذي تطلب إنهاء هذه الدولة، التي شكلت تهديدا كبيرا على مختلف دول العالم، خصوصا وان التنظيم مارس إرهابه تجاه الأبرياء، في الدول العربية والغربية، الامر الذي تطلب تشكيل جبهة دولية، لاجتثاث جذور هذه الشجرة الخبيثة، من الخارطة السياسية.
تطلب التعامل مع داعش، وضع الخطط العسكرية، للتعاطي مع العقيدة الانتحارية، التي تسيطر على عناصر التنظيم، فهذه النوعية من العقيدة القتالية، تستلزم استخدام أساليب، مختلفة لابطال مفعول هذه النوعية، من العمليات العسكرية، بمعنى اخر، فان المعارك الطاحنة التي خاضتها الحكومة العراقية، وكذلك النظام السوري، وعمليات القصف، بواسطة الطيران الامريكي او الروسي، احدثت تحولا في البينة التنظيمية لداعش، خصوصا وان المعارك ساهمت في القضاء، على ابرز القيادات العسكرية، بالاضافة الى تدمير الالة العسكرية، التي سيطر عليها إبان السيطرة على الموصل، في عام 2014، او الأسلحة التي استولى عليها، في القواعد العسكرية بسوريا.
القضاء على داعش عسكريا خطوة هامة، في سبيل إنهاء احلام ابو بكر البغدادي، في نشر الارهاب على المستوى العالمي، لاسيما وان اكتوى الجميع بنيران التنظيم في العديد من العواصم العالمية، فقد سخر التنظيم الإمكانيات المادية، التي حصل عليها في تمويل الكثير، من العمليات الإرهابية، حيث استغلت داعش موجة هجرة السوريين، للدول الأوروبية، قبل اكثر من عام، في ادخال عناصرها، لتنفيذ عمليات ارهابية، الامر الذي ظهر على صور عمليات دهس، وإطلاق نار، وتفجير محطات القطارات، وغيرها من الاعمال الإرهابية، التي استهدفت الأبرياء.
التحدي القادم يتمثل في الحرب الاستخباراتية، مع الخلايا النائمة لعناصر داعش،، حيث سيلجأ التنظيم للانتقام لخسائره الكبيرة، من خلال الأقدام على عمليات ارهابية باستهداف بعض المدن سواء، في العراق او سوريا، وكذلك مختلف الدول العالمية، اذ يتوقع ان يعمد التنظيم للبدء في سلسلة التفجيرات، خلال الفترة القادمة، كرسالة سياسية واضحة، على قدرته على الضرب رغم الجراح، التي أثخنت جسمه جراء الهزائم العسكرية، التي تكبدها، واخرها طرده من اخر المعاقل، في راوة العراقية، والبو كمال السورية.