آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

المعارضة للمعارضة

سامي الدبيسي *

يمتهن الكثير من المعارضين السياسيين المعارضة لذاتها وتحقيقا لاغراض قد لاتتفق مع المعلن عنه من عناوين يرفعونها لدغدغة المشاعر الشعبية وخصوصا للفئة التي ينتمون لها سواء كانت طائفة أو قبيلة أو وسطا اجتماعيا.

ومن مظاهر المعارضة للمعارضة هو انتهاجها كخط لايحيدون عنه مهما اختلفت الظروف وتبدلت الاوضاع وسواء تم الاصلاح الذي يرفعونه كشعار أو جزء منه وسواء استخدمهم المعادون لبلدهم أو استفادوا من اسلوبهم في ذلك وخصوصا الذين يعارضون من خارج أقطارهم وقد يقيمون في دول لها مطامع في الدول التي ينتمي لها هؤلاء المعارضون او بينها وبينها عداء.

ومن المظاهر ايضا الكذب في تناول مواضع الخلل في سياسات الحكومات التي يعارضونها فتجدهم يصفون بغير الواقع أو يسردون أحداثا لم تحصل وقد لايكذبون لكن يبالغون.

وقد تكون المعارضة من باب تصفية الحسابات بين المعترضين والانظمة التي يعترضون عليها فيستخدمون مختلف الوسائل في سبيل ذلك ويغلفونها بطابع النضال وبعض الجهات المعارضة هدفها الوصول للسلطة فقط ولا مانع لديهم من تأليب الشعوب وسقوط الضحايا تحقيقا لتلك الغاية.

وكثير من المعارضين لايؤمنون بالمبادئ التي يرفعون عقيرتهم بها فتجدهم يصرخون بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وهم لا يعرفون منها سوى الاسم فقط.

بعض المعارضين الذين كانوا ضمن جبهة واحدة واختلفت رؤاهم في مرحلة لاحقة واتخذ بعضهم طرقا مغايرة نتيجة تغير الظروف السياسية أو اتضاح أمور لم يكونوا يعلمون بها كأن يكونوا معارضين في الخارج ثم يقرر بعضهم العودة لبلادهم والمطالبة بالاصلاح من الداخل فتجد رفاقهم بالامس ينصبون لهم العداء اليوم ممن لم يرتضوا منهم الاسلوب الجديد فيشهرون أسلحتهم بوجههم ويصوبون سهامهم باتجاههم متهمين اياهم بالتخاذل والنكوص وكان لا عمل لهم سوى محاولة ثنيهم عما ارتضوه لانفسهم أو اثبات انهم مارقون! فأين ايمانكم بالتعددية وحرية الاختيار يامن تقدمون أنفسكم كمنظرين للازدهار السياسي والاقتصادي!

لو لوصل هؤلاء للسلطة لاسمح الله وهم لايؤمنون بما يطرحون وليسوا مؤهلين فلن يخلفوا ورائهم سوى الخراب.

المعيار لدى البعض كمقياس للنضال هو ذم الحكومات حتى لو لم يكن في محله ولو امتدح أحدهم ماهو ايجابي فيسعدونه تزلفا.

وبعض المزايدين السياسيين لم يخرج من تحت عبائتهم سوى الارهابيين الذين يسفكون الدماء بشكل أعمى تحت عنوان الكفاح.