آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:55 م

الداء السكري يطرق الباب

رضي منصور العسيف *

بعد الاطلاع على ملفه الطبي... قلت له: هناك ضيف يطرق الباب يريد أن يزورك... وأنصحك بأن لا تسمح له بالدخول...

قال متعجباً: دعه يدخله... أهلا وسهلا به... ألم تسمع قول الرسول ﷺ: ”الضيف ينزل برزقه ويرتحل بذنوب أهل البيت“ لا تدعه ينتظر كثيراً... أنا أنتظر أحدهم يزورني لأتحدث معه.. لقد مللت الجلوس في هذه الغرفة...

ابتسمت له وقلت: أنصحك مرة أخرى بأن لا تدعه يدخل فقد يسبب لك الكثير من المتاعب...

قاطعني قائلاً: يا هذا دعه يدخل... حتى لو أذبح له ذبيحة..

أكملت حديثي: ربما إذا دخل لن يخرج من عندك... سيجلس معك وستعاني منه ومن مشاكله... ستكون حياتك مقيدة بما يريح ضيفك... ويجب عليك أن تلتزم بتعليمات هذا الضيف...

توقف قليلاً: ألهذه الدرجة هذا الضيف متعب... من يكون هذا الضيف؟!! لا تتحدث معي بالألغاز... قل لي من هو؟!

قلت له: بصراحة... هذا الضيف هو داء السكري... أنت في مرحلة ما قبل الإصابة..

تسمر في سريره وبقي مشدوهاً... وسألني تقصد أني على أعتاب الإصابة بالسكري؟! وماذا تعني هذه المرحلة؟!

قلت له: هذه المرحلة يجهلها الكثير منا... فهي حالة تسبق الإصابة بالسكري من النوع الثاني، يكون فيها مستوى السكر في الدم أعلى من الطبيعي ولكن لا يصل إلى حد تعريف الإصابة بالسكري... ما قبل السكري مرض صامت، مما يعني احتمال الإصابة به دون وجود أعراض ظاهرة.

سألني وكيف أعرف أني دخلت في هذه المرحلة دون أي أعراض ظاهرة؟

أجبته: وجود عامل أو أكثر من عوامل الخطورة يعني ارتفاع احتمال الإصابة بمقدمات السكري ومن ثم الإصابة بالسكري نفسه، لذا من المهم معرفتها وهي:

  • زيادة الوزن.
  • الخمول وقلة الحركة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول.
  • تاريخ عائلي للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • النساء: إنجاب طفل وزنه أكبر من 4,8 كيلوجرام.
  • إضافة إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية كتحليل السكر الصائم والتراكمي.

وعليك الآن أن تحدد ما هي عوامل الخطورة عندك حتى يمكن علاجها... وأظن أنها واضحة المعالم عندك..

أجابني نعم... هي كذلك «زيادة الوزن، وقلة الحركة» إضافة إلى اني مصاب بارتفاع ضغط الدم منذ خمس سنوات...

قلت له: إذن لندع الضيف يبقى خارجاً...

قال ضاحكاً... دعه خارجاً وسأقفل الباب حتى لا يدخل...

ضحكت معه وقلت له: عليك أن تبدأ برنامج الوقاية حيث يمكنك تقليل احتمال الإصابة به بدرجة كبيرة وذلك بتقليل كمية الأكل وزيادة النشاط البدني وإنقاص الوزن... بعبارة أخرى اعلم أن تغيير نمط الحياة سيساعدك كثيرا على الوقاية من مرحلة ما قبل السكري...

وإليك بعض النصائح السريعة:

  • تناول الأطعمة الصحية تناول الحبوب الكاملة والكربوهيدرات المعقدة مثل الفاصوليا والحبوب والخضروات النشوية وتجنب السكريات البسيطة مثل، المخبوزات خاصة المصنعة من الدقيق الأبيض.
  • ممارسة الرياضة: قم بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة في الأسبوع، على الأقل يمكنك ممارسة رياضة المشي.
  • فقدان الوزن: حيث أن فقدان الوزن يقلل احتمال إصابتك بالسكري، اخسر 5 - 10 % من وزنك الكلي سيساعدك على الوقاية من خطر السكري.
  • التحكم بارتفاع ضغط الدم غذائياً: التقليل من استهلاك الملح، الطهي بأقل كمية من الملحن الابتعاد عن الوجبات السريعة، التقليل من الدهون والوجبات المقلية...

بقي صامتاً حتى أنهيت حديثي.. ثم قال هذه الارشادات تحتاج إلى عزيمة وصبر...

قلت له: نعم ولكنها ليست مستحيلة التطبيق فلا «لا مستحيل عن أهل العزيمة» و«على قدر أهل العزم تأتي العزائم..» وعليك أن تعلم أن الوقاية اليوم هي راحة وآمان لك في المستقبل...

نظر إلي وقال بكل جدية: توكلنا على الله فلا اريد أن أعيش بقية حياتي متنقلا بين عيادات المستشفيات...

همسة بمناسبة يوم السكر العالمي 14 نوفمبر

افحص سكر دمك حتى لو لم تكن مصاباً بالداء السكري وتذكر أن الحماية من المرض خيراً من الوقوع في شرّه.

كاتب وأخصائي تغذية- القطيف