آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:01 ص

مواجهة التطرف وانهاء مرحلة الصحوة

زكي أبو السعود *

من المؤكد ان هناك قاعدة واسعة من بين المواطنيين السعوديين من تلقى تصريح ولي العهد سمو الامير محمد حول تدمير التطرف ببهجة كبيرة وترحيب فائق، وامل في استمرار هذا النهج وتطوره، وأن تنعتق بلادنا ليس فقط من قيود التطرف بل ايضا من أغلال التشدد والانغلاق الفكري واوصر الاستفراد بالرأي وتحديد خيارات الناس في اختيار أنماط حياتهم الشخصية والسلوكية.

وبما ان لكل فعل رد فعل، فمن الحكمة ان نبحث عن كل ما يجنبنا تطرفاً جديداً ينجم عن مواجهة هذا التطرف والغُلو الذي خيم على بلادنا في الثلاثين سنة الماضية. وقد يكون من السبل الهادئة والمجربة تاريخياً في هذا التوجه، هو السماح بمواجهة الفكر بالفكر وبالتعددية الفكرية وإطلاق مزيد من المبادرات المشجعة على حرية الرأي والتعبير والانفتاح الثقافي على الآخر دون تقييد أو عوائق.

وفي نفس الوقت، ان اعطاء انتباه اكثر للجوانب الاقتصادية والمعاشية للناس، وعدم التقليل من تأثيراتها في اختيارات وانتماءات الناس الفكرية، يدخل ضمن السبل المتبعة في مواجهة اشكال واساليب اخرى من التطرف. فقد وجدنا ان افكار الغلو والتشدد تنمو في البيئات المنغلقة والعسيرة معاشياً، وحينما تتناقص دخول الاغلبية الكبرى من السكان وتكون فوارق الدخل بين الفئات السكانية واسعة وملموسة وظاهرة للعيان في نمط ومستوى المعاش والرعاية الصحية ونوعية التعليم وفي فرص العمل والترقي الوظيفي. 

إننا الآن مقدمون على مرحلة ستتخلى الدولة عن ادوار - أعتاد الناس عليها خلال الثلاثين عام الماضية - مرتبطة بمستوى حياة الناس وتدبيرهم لشؤونهم اليومية والأسرية، وسينجم عن ذلك صعوبات كبيرة «كما صرح وزير المالية» لقطاعات واسعة من السكان، ولذا ان لم يعر المعنيون انتباههم لهذا الجانب، ومعالجته بترو والاستفادة من تجارب بلدان اخرى عانت من الخصصة وتعاليم وإرشادات البنك الدولي، فقد نجد انفسنا قد فتحنا للتطرف باباً جديداً يدخل منه بسهولة ليعيد نشر أفكاره تحت ستائر جديدة.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…