ابنة عمدة سيهات: والدي صاحب أول مصنع ألبان بالمملكة والخليج
جهات الإخبارية خالد الكيال - جريدة اليوم
إيمان المطرود حكت مجموعة من الذكريات عنه، لحظات حلوة وأخرى مرة صادفته في حياته لعل أجملها أنه كان سباقًا لعمل الخير لا تدري يمينه ما تنفق شماله، فماذا قالت عنه ابنته في الحوار التالي..
حدثينا عن مرحلة طفولتك في كنف والدك إبراهيم المطرود «يرحمه الله».
الحديث عن أبي صعب؛ لأنه قامة سامقة ومثل بحر مليء بالأصداف واللآليء التي لن أقدر أن أدرك كنهها جميعا، تربيت في كنفه - رحمه الله - وأمي - أطال الله في عمرها - وعشت بينهما حياة مترفة وسعيدة، وهو بالنسبة لنا لم يكن مجرد أب، بل كان أخًا وصديقًا أيضا.. وحتى بعد وفاته لا يزال باقيا فينا بذكرياته الجميلة، وبعد رحيله أحسست أنني فقدت شيئًا غاليًا.. كنا 9 أولاد و9 بنات من زوجاته الثلاث قبل أن يتوفى شقيقان منا.. كان مسامحًا لأبعد الحدود، وليتني ملكت قدرته على التسامح والعطاء.. والحمد لله أخذت منه أسلوب تربيته لنا لتربية أبنائي.
والدك بدأ عصاميًا.. كيف كانت بدايته وما مؤهلاته؟
هو خريج مدرسة الحياة نال خبرتها من مسيرته العملية، بدأ في الرابعة مع عمي صاحب الست سنوات، كان يعمل بحراسة إحدى المزارع وبعدها في الميناء، وعندما بلغ سن ال 12 التحق بأرامكو، وكان والدي يقوم بخدمة أمريكي وزوجته، فكانا يمنحانه بعض الوقت لتعلم الانجليزية قراءة وكتابة بجانب تعلمه لغة الأردو، ومن ثم افتتح المغسلة الوطنية، فكان والدي مع عمي يدا بيد بالاضافة الى عامل ثالث باكستاني الجنسية حتى اصبح لديه مصنع على مستوى الوطن العربي للألبان، حيث تم منحه لقب رواد الصناعة بالمملكة، بالاضافة للمخابز الوطنية ومصنع الايسكريم، ومن هنا كانت انطلاقته، وهذه القصة رواها والدي لأنني ساعتها لم أولد بعد.
ما المواقف التي تذكرينها عن المطرود؟
كثيرة، من بينها ثقته فينا، وهذا الكلام قبل اكثر من 50 عاما، وكان يقول أعطيكم الحرية لكن أثق فيكم بأنكم لن تخيبوا ظني، وهذه الكلمات لا تزال ترن في أذني أنا وأخواتي رغم طول المدة ورغم تحفظ المجتمع على تعليم البنات ساعتها إلا أنه منحنا حرية الاختيار، كان يحب التعلم كثيرا وحريصا جدا على تعليمنا بنين وبنات، حيث سافر اخواني واخواتي وابناء اخيه المرحوم الحاج عبدالله للدراسة في لبنان بمدرسة داخلية «المقاصد».
كيف كان يتعامل مع أبنائه؟
العلاقة بيننا وطيدة، فكنا أسرة واحدة اندمجنا مع بعض ونحن صغار، وزوجات والدنا هن أمهاتنا في نفس الوقت بفضل تربية الوالد وتوجيهاته.
كيف كانت وفاة المطرود رحمة الله عليه؟
تعرض للإصابة بالسرطان دون أن نعرف، ولم يكن يحب الذهاب للأطباء، ذات مرة تعب وسقط، فسافر للعلاج في جنيف وأمريكا مع أخي، فقال له الأطباء: أيامك معدودة في الحياة، فقرر أن يعود ليكون بجانبنا في البحرين، ولما عاد استقبلناه بالورود لكن بعد أيام قليلة انتقل إلى جوار ربه.
ما الأعمال الخيرية التي كان يؤديها المطرود؟
والدي من مؤسسي جمعية سيهات الخيرية ونادي الخليج وكان عمدة سيهات، وساهم في أعمال الخير حتى خارج المملكة في الفلبين والهند وله مشاريع خيرية هناك.
حدثينا عن نفسك؟
درست الابتدائية والمتوسطة والثانوية في القرين، متزوجة ولي 3 بنات و3 أولاد «عبدالله مخرج سينمائي فاشن، وإبراهيم رجل أعمال، وأحمد يدرس علوما اقتصادية، وعبير فوتغرافيك ديزاين مصممة درست فى أمريكا، نهال فيشن ديزاين مصممة أزياء متخرجة من باريس، ودينا سنة أولى جامعة».. تخرجت في الثانوية وسجلت بالجامعة أدب انجليزي لكن لظروف الزواج لم أواصل.. هوايتي منذ الصغر الديزاين وتعديل الديكور وافتتحت محلا عام 2000م بتشجيع من والدي الذي ترك أثرا كبيرا بعد رحيله، حيث كان هو الداعم الأساسي لموهبتي في الديكورات الداخلية والخارجية منذ الصغر لدرجة انه كان حريصا جدا عندما نسافر إلى اي دولة اوروبية أو عربية او شرق آسيوية على زيارة الأماكن الاثرية والمتاحف في كل بلد، والتعرف على ثقافات وشعوب تلك البلدان، كما ان والدي يثق باختياراتي كثيرا، وعندما يرغب في تغيير اثاث وديكور المنزل يولي مهمة الاختيار لي، وهذا الشيء عزز في الثقة بنفسي اكثر، لا سيما أن والدي يملك ذوقا رفيعا فتعلمت منه الذوق والشيء الكثير.
ما موقفك حاليا بعد التطورات الإيجابية وفق رؤية 2030 مؤخرا؟
أتمنى من المسؤولين أن يولوا المؤسسات الصغيرة شيئا من الاهتمام بعد فرض رسوم على العمالة الأجنبية واضطرارنا لتسريح جزء منها، وأنا أشجع السعودة لكن بشرط التأهيل، وفي مجال الديكور لا يوجد الكثيرون.
ما أبرز إنجازاتك؟
مشروعان: الأول مسجد عبدالله بن بدر السويدان في الخبر تحفة معمارية بشهادة الجميع، والثاني خليج البركة التابع لمشروع الأمير فيصل بن فهد وهو عبارة عن 7 صالات أفراح، وكان الافتتاح بينهما يومين فقط، وكانت مرحلة تحد نجحت فيها والحمد لله، وكنت أتابع العمل بنفسي.
السيرة الذاتية
الاسم: إيمان بنت إبراهيم المطرود
المهنة: مصممة ديكور
المرحلة الدراسية: الثانوية العامة
عدد الأبناء: 6