آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:30 ص

غياب الطلاب في عاشوراء بين مؤيد ومعارض!

مسلم آل موسى

أولاً عظم الله أجورنا واجوركم بمصاب ابا عبد الله الحسين .

لا يخفى علينا نحن أبناء المجتمع القطيفي بعض القضايا المجتمعية المتزايدة والمتجددة في كل عام فمن اهم هذه الظواهر ظاهرة ”غياب عاشوراء“ ففِي كل عام يستمر نفس المنوال ونفس الموضوع، فانا اذكر في ذالك العام ذكرت احدى السيدات - سامحها الله - بان الطلاب يغيبوا ‏للعب ولاكل ما سمتهُ ”الشكشوكة“ وقد عمت على الطلاب بأكملهم دون مراعاه، ولكن في هذا العام ومع آخر عام دراسي لي احببت ان اطرح الموضوع وأسباب الغياب السلبية والايجابية، وقد حضر الطلاب الى اليوم الرابع من محرم ومن ثم انقطعوا عن الحضور نهائياً وهنا نطرح على الجمهور ما رأيك بغياب الطلاب؟

ثانياً: الايجابيات

اتذكر احدى الإخوة اخبرني بمحاضرة لسماحة السيد ضياء الخباز «حفظة الله» فحواها ”كان من ضمن محاضرته بأنه يحث المدرسين والأباء على السماح لأبنائهم بالغياب حتى وأن قضوه في النوم..! فأن ذلك يزرع وينمي فيهم خصوصية هذه الأيام وعظمتها ومن الأفضل حثهم على إعمار المجالس الحسينية“.

وهنا لا نعمم على جميع الطلاب بأنهم نائمون ومتكاسلين فهولاء ‏قلائل فبعض لا وبل الأغلب يجلسون في الصباح لترتيب الحسينية أو المأتم من اجل قراءة الظهيرة وبعضهم يضعون الأرز ”عيش المحموص“ من أجل المئاتم في الظهيرة والعصر لا وبل بعضهم يجلس لأذان الفجر وهو في العزاء أو وهو يكنس المأتم وهو يحتاج الى الراحة.

يطالب بعض المعلمين والاباء حق اولادهم على الحضور الى اليوم الثامن من محرم وهنا أودّ ان انوه بأن الطالب ومع القرار الجديد فعودة الطلاب تكون حوالي الساعة 2: 00م وبهذا يرجع الطالب منهكاً متعباً من الدراسة ويجلس طوال العصر يراجع دروسه الى ان يأذن اذان المغرب ليستريح وينام ليوم دراسي جديد وهنا تفوت الطالب الخطب والليالي واستذكار مصائب أهل بيت النبي ص من مصيبة العباس والقاسم والاكبر ونحن نؤيد غياب الطلاب ليستشعروا عظم المصيبة وليعلم العالم كله بأن قضية الحسين ليست مراسم فقط.

بعد هذا التعب المتتابع يحتاج خادم الحسين ع الى الراحة فمتى برأيك سيحصل على هذه الراحة مع التضارب مع اوقات الدراسة الدراسة؟

وننوه مع غياب الشيعة في القطيف الا ان المجتمع القطيفي يعد من اذكى المجتمعات على مستوى المملكة فإذا اتينا لختبارات القياس والتحصيلي نرى ان مجتمعنا يعد من اعلى المجتمع في النسب في هاذين الاختبارين.

وفِي فتوى للمرجع المدرسي قال: ”هل يجب على طلاب المدارس الغياب يوم عاشوراء لحضور المجالس؟ الجواب: ينبغي ذلك“ ولَم يخص السيد هذه الفتوى على الطلاب فقط بل قال ”هل يجوز العمل يوم عاشوراء؟ وما هو حكم أجرته؟ الجواب: لا حرمة في ذلك، ولكن سيرة الموالين لأهل البيت على تعطيل هذا اليوم حداداً على سيد الشهداء وأهل بيته المظلومين“.

ثالثاً: السلبيات

لا شك للجميع بان مع ازالة اجازة منتصف الفصلين الدراسيين وان أسابيع الدارسة 15 أسبوع فقط وهذا لا يكفي ليغطي المنهج كامل وهذه من معوقات وسلبيات من غياب عاشوراء، هناك بعض الطلاب يذهبون الى المدرسة ولكنهم قلائل فَلَو ذهب 5 طلاب من أصل 25 طالب فلن يشرح المعلم الدرس فذالك سيؤثر عليه عكسياً.

بعض الطلاب يستغلون غياب عاشوراء لمصالحهم الشخصية وهذا يؤثر على الأغلبية وهنا تكمن المشكلة فبعض الطلاب يجلسون فالشوارع ويأكلون من المضائف وهذا همهم الوحيد في عاشوراء وهذا يغير رسالة الامام الحسين ع ومبادئه.

هناك بعض الطلاب يشتكون من جلوسهم في البيت لمدة أسبوعين وعدم عمل اَي شى ولكن ومن رأي الشخصي هذا اللوم كله عليك فأنت بدل جلوسك هذا اذهب للمجالس أو للخدمة.

هناك فكرة مغلوطة وهي تنص ”إذا كان لديك اختبار تتضارب مع احدى الوفيات فغب واحمل المادة دور ثاني فذالك أفضل“ وهذه فكرة مغلوطة من اساسها فأهل البيت ع حثوا على طلب العلم.

وهناك عادة سيئة نسبياً وهي غياب الطلاب في الروايات ففرضاً في 25 صفر ذكرى وفاة أم المسيح مريم ع يأخذ بعض الطلاب هذه الذريعة للغياب مع العلم بانه لا يوجد قراءة أو مراسم لهذه المناسبة.

ان الامام الحسين ع خرج من اجل الإصلاح وإصلاح الامام يحث على طلب العلم والرقي بالحضارة الاسلامي في شتى العلوم فلولا الامام لما كان شيعة الامام ع ذو علم على مستوى وهل يكون الإصلاح بتعطيل العلم وإحداث حالة من الفوضى في المؤسسات التعليمية؟

بعض الأهالي يؤيد فقط غياب التاسع والعاشر ولكن أودّ ان انوه كيف سيعرف ابنكم أو ابنتكم مصاب ابا الغيرة ابي الفضل العباس ع؟

ونختم بحديث للنبي ص عن طلب العلم حيث قال: «ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم» فأن كنت مؤيداً أو معارضاً فكلاهما على حق ولا باطل بينهما وعظم الله اجورنا واجوركم يا شيعة الحسين ع بذكرى عاشوراء.