شكراً لمن اتخذ القرار ولمن صنعه
أشعر بالفخر والسعادة كغيري من أبناء هذا الوطن وأنا أشاهد مقاطع تلفزيونية لقنوات أجنبية، ومن تسابق وسائل الإعلام العالمية المرئية والمقروءة وهي تشيد بالقرار التاريخي القاضي بالموافقة على قيادة المرأة للسيارة وإجراء لقاءات حوارية مع نساء وطالبات المملكة في الخارج باللغات الإنجليزية والألمانية والبلجيكية وبكل لغات دول الإبتعاث لما يتمتعن به من ثقافة واطلاع وتفوق واحتشام وهن يعبرن عن شكرهن لولاة الأمر وعن فرحتهن بهذا القرار الحكيم وعن دور المملكة في مساندة ودعم المرأة السعودية في داخل المملكة وخارجها وشغلها مناصب عليا في كافة المجالات وإثبات جدارتها أسوة بالآخرين وإعطاء نماذج مشرفة لتفوقهن في دراسة تخصصات نادرة ومشاركتهن في دراسات وأبحاث علمية كانت لها نتائج لم يسبق تسجيلها عالميًا، كما تحدثن عن تجربتهن لقيادة السيارة لأول مرة وكيف سهلت إنجاز مهامهم في التنقل للجامعة ومقار أعمالهم في الأوقات المحددة وقضاء حاجاتهم بكل يسر وسهولة.
نعم إنه قرار تاريخي استقبله الجميع بالترحيب والثناء رغم تأخره 36 عاما وذلك حسب قصاصات صحيفة اليوم التي احتفظ بها فقد سبق أن طالبت الأخت أسماء الهاشم في جريدة اليوم بالعدد 3489 بتاريخ 3 / 8 / 1402 تحت عنوان «نعم ذلك حق من حقوقنا» المتضمن طلب الموافقة على افتتاح مقرات لتعلم قيادة السيارة لتتمكن من قيادة السيارة تحت أي ظرف طارئ ولكونه حق للمرأة.
وقد قمت - كاتب هذه السطور - بالرد على ذلك بالعدد 3495 بتاريخ 9 / 8 / 1402 تحت عنوان «أنا معهن ولكن» متضمنا تأييد المطلب وعدم الاعتراض على قيادة المرأة للسيارة وأنه أفضل من وجود سائق أجنبي وطلبت التريث لتوعية المجتمع وان يصبح الناس مؤهلين نفسيا لقبول هذا الطلب ولقيام المعنيين بدراسة الموضوع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وأنظمة المرور ولكني لم أتوقع أن يستغرق الموضوع 36 عاما وقد تحقق ماطلبه المجتمع ضمن المكتسبات العديدة في العهد الزاهر.
وهمسة للطرف الآخر ليس لي..
الحق في الاعتراض على اختيارك بعدم رغبتك بقيادة اهلك للسيارة فهذا حقك، كما لا يحق لك مطلقا وبأي صورة الاعتراض على قراري وموافقتي لاسرتي بقيادة سيارتهن الخاصة في اي وقت وتحت أي ظرف، فوطننا الغالي يتسع للجميع وسامح الله من أساء أدبه اتجاهي واتجاه أسرتي بسبب طلبنا الودي ومساندتنا لحملات القيادة خلال السنوات الماضية.
فكل الشكر والتقدير لكل النساء الملهمات ولسيدات 6 نوفمبر 1990 ولكل من ساند في صنع القرار، على أن نعي جميعا مسؤولية تنفيذ القرار والثقة التي منحت ليس للمرأة فقط بل للمجتمع ككل وذلك بكل أمانة وإخلاص والتزامًا بالأنظمة حفاظًا على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وأن نظهر أمام العالم بصورة مشرفة.
والشكر الكبير والامتنان والعرفان لمن اتخذ القرار خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهم الله جميعا ذخرًا للوطن.