آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

شعب الشعارات

سامي الدبيسي *

شعبنا يعشق الشعارات ويعتبرها كل مافي الامر ولابديل عنها وليس هناك مايستتبعها وهي نهاية المطاف وليس لها مابعدها وهي كل ماهو مطلوب منه فقط رفعها وترديدها ورفع الصوت بها والمزايدة على الاخرين بها والتغني بمفرداتها وكتابتها بمختلف الوسائل ونشرها بين الخلق والتشكيك فيمن يعترض على ذلك أو يشكك في فهمه لها.

على مستوى الوطن وعلى سبيل المثال بمناسبة اليوم الوطني نجد الكثيرين يرفعون صورا للملك ويرفعون أعلام المملكة وهم يعتقدون أن هذا فقط هو حب الوطن وهذه هي الوطنية وربما اأزعجوا الاخرين واعتدوا على ممتلكاتهم ولم يعلموا أو لم يرغبوا بمعرفة أن الوطنية هي العمل بمقتضى تلك الشعارات من خلال الالتزام بالقوانين التي وضعها ولاة الامر الذين يتغنون بهم - وهنا التناقض - والتي تستهدف حفظ الامن والتزام الحقوق وعدم البغي وذلك باتباع قواعد المرور والمحافظة على نظافة البيئة واحترام الممتلكات العامة والخاصة.

المناسبة الاخرى والتي ترتبط بالشيعة والتي تزامنت مع مناسبة اليوم الوطني هي عاشوراء وهنا نجد نفس المأساة فالمسألة في غالب الامر شعارات يرددها الجمهور ويتغنى بمفرداتها فهم يعتقدون بقدسية الحسين كامام وأن ماحدث له كان كارثة واعتداء على شخص مفترض الطاعة وهنا تأتي مهمتهم في الحزن عليه والبكاء لأجله وترديد مصيبته ورفع الشعارات التي تبين ذلك ولبس السواد تعبيرا عن التأثر وتسيير مواكب العزاء واضافوا لها توزيع المأكولات باعتبارها بركة ورفع صوت مكبرات الصوت والمزايدة في ذلك.

أما ان ينعكس مقتضى هذه المناسبة على سلوكهم وتعاملهم فذلك آخر أو مما لايفكرون فيه فالفوضى تعم هذه المناسبة والتزاحم على اقتناء المأكولات والتي يرمى كثير منها في الزبالة في تناقض صارخ مع مؤداها حدث ولا حرج.

وبعد انتهاء هذه المناسبة ومع عدد المجالس التي تقام وتطرح فيها مختلف الخطب والتي تدعو في جزء منها للتحضر لانجد واقع هؤلاء البشر مختلفا عما سبقها الا مايتغير لدى بعض الافراد فقط مثلها مثل باقي المناسبات كرمضان مثلا.

وأخيرا أشيد بقراري الملك سلمان فيما يخص قيادة المرأة للسيارة ومكافحة التحرش فشكرا جزيلا له.