آخر تحديث: 20 / 9 / 2024م - 9:10 م

تربويون: ”كرسي العقاب“ وسيلة مدمرة وانتقامية ولا تعالج سلوكيات الطفل

جهات الإخبارية جمال الناصر، انتصار آل تريك - القطيف

أكد عدد من المربين والمربيات أن ”كرسي العقاب“ الذي يستخدمه البعض في رياض الأطفال هو من أسوأ وسائل العقاب، داعين إلى ضرورة تركه لما يخلفه من آثار سلبية لا يحمد عقباهاعلى نفسية الطفل.

وقالت علياء رضا: ”كرسي العقاب وسيلة سيئة جدًا وتسبب ضررًا على الطفل، ناهيك عن تمسكه بالعناد جراء ذلك وتذمره بعد انتهاء فترة الجلوس عليه“.

وأضافت: ”يجب محاسبة المربين والمربيات ممن يتخذوا هذه الوسيلة لأنها مدمرة، وتنتج طفًلا عدوانًيا ومتمردًا“.

وذكرت سلمى عبد العزيز أن المربيات قد يضطرن إلى اتخاذ وسائل للعقاب لردع الطفل في الصف عند عمل سلوك غير صحيح، لافتة إلى أن اختيار الوسيلة هو من قبل المربي نفسه وهو من يحدد المناسب.

وأوضح أمين. ف أن بعض المعلمين يلجأون إلى وسائل عقاب صارمة كالضرب والوقوف و”كرسي العقاب“، معتبرًا هذه الوسائل غير تربوية ولا تعالج السلوك بل ”تزيد الطين بلة“.

وأوضح الأخصائي حسين آل ناصر أن مفهوم تعديل السلوك هو مجموعة من الأدوات والمهارات والتقنيات المستخدمة، لتغيير أنماط السلوك، وقال: ”عندما نعمل تعديل للسلوك سواء عن طريق التعزيز أو العقاب، نحن نهدف لزيادة سلوك مرغوب أو خفض سلوك غير مرغوب أو تشكيل سلوك جديد“.

وبين أن ”كرسي العقاب“ وغيره يدخل ضمن إطار عام، سعيًا في تعديل السلوك وضمن فنية واحدة من فنيات متعددة، وهي العقاب.

وذكر أن العقاب هو واحد من الفنيات المستخدمة بهدف تعديل السلوك، منوهًا إلى أنه يجب الوعي تمامًا بأن هذه الوسيلة قد تهدف لتقليل سلوك غير مرغوب وليس انتقامًا أو ما شابه.

وأشار إلى أن للعقاب سلبيات، منها ظهور ردة فعل عكسية سلبية وبشكل خاص عندما يكون شديدًا، كاستخدام الضرب المبرح، وقد يُكون صورة لدى الطفل بأن العقاب هو الطريقة الملائمة للتعامل، فيكون المربي أنموذجًا كان أبًا أو معلمًا على حد سواء.

وبين أن أشكال العقاب متعددة، كالضرب والحرمان من اللعب أو التفاعل الاجتماعي، مؤكدًا أن الاستفادة من إيجابيات العقاب تكمن في ضرورة أن يطبق بشكل فعال.

من أهم الفنيات والأمثلة ضمن العقاب: إبعاد الطفل بشكل مؤقت عن البيئة المثيرة والمدعمة نفسيًا أو اجتماعيًا، وذلك عندما يقوم بممارسة سلوك غير مقبول كضرب الآخرين، مما ينهي الموقف ونتائجه ويعطي الطفل فرصة لتأمل سلوكه الخاطئ.

وشدد على الأبوين ألا يصرخا وينفعلا وأن يوضحا سبب العقاب، للطفل بدلاً من استخدام أساليب لها رائحة العنف، داعيًا إلى إتباع أسلوب التجاهل، كتجاهل السلوكيات السلبية غير الضارة الذي من شأنه أن يخفيها تدريجيا، كذلك تجاهل البكاء المستمر للطفل، وتجاهل السلوك عندما يصدر للمرة الأولى.

وبين أن التجاهل يأتي في السلوك وليس تجاهل الطفل، مستثنيًا بذلك السلوكيات الخطرة كاستخدام الأدوات الحادة أو السلوك الجنسي وغيره، مؤكدا بأنه لا ينبغي تجاهل هذه السلوكيات.

وذكر أنه ينبغي تحديد السلوك الذي يراد تعديله بدقة لزيادة فاعلية طرق تعديل السلوك، وتقديم العقاب بشكل متواصل واختيار العقاب المناسب، موضحًا أنه قد يعد عقابًا بالنسبة لطفل ما قد لا يكون كذلك بالنسبة لطفل آخر، إضافة إلى أن يتم العقاب بشكل مباشر من دون تأجيل.

وقال: ”ينبغي تهيئة الظروف البيئية المناسبة لتطبيق العقاب، وأن لا نغفل أهمية التعزيز للسلوك المرغوب“.