آخر تحديث: 20 / 9 / 2024م - 9:10 م

في رابع محاضراته العاشورائية

الشيخ الصفار: مدارس دينية لا تزال تقوم على تراث يحمل بذور التكفير والتطرف

الشيخ حسن الصفار
الشيخ حسن الصفار
جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار ان المعاهد الدينية والحوزات والجامعات الإسلامية لاتزال تقوم على تراث ديني متقادم بعضه يحمل بذور التكفير والتطرف، داعيا إلى مراجعة ذلك التراث واعادة النظر فيه.

الشيح حسن الصفار - مجلس المقابي - 4 محرم 1439وأشار الشيخ الصفار في رابع محاضراته العاشورائية مساء الأحد الى ان التيارات التكفيرية المعاصرة تستند في ممارساتها إلى تراث تكفيري وتاريخ موغل في الدماء على خلفية مسائل فكرية وقضايا رأي.

وأضاف ان الأمة انشغلت ببعضها ضمن جدل عقيم على مدى قرون طويلة ابعدها عن الحضارة وتطوير الحياة، واوصلها إلى هذه الحالة المتردية من الاحتراب وسفك الدماء وسوء السمعة.

وتابع القول ان جماعات الاسلام السياسي المتطرفة امتداد لخط تكفيري قديم في الأمة مع انتقالها من النشاط الدعوي إلى العنف السياسي ردا على قمع السلطات في بعض الأقطار.

وأوضح بأن هذه المواجهة قادت إلى انبعاث تيار التكفير الجديد الذي تبنى تكفير الحكومات والمجتمعات على حد سواء وانتهى إلى ظهور جماعات القاعدة وداعش وبوكو حرام وانصار الشريعة.

وقال الشيخ الصفار أمام حشد من المستمعين اكتضت بهم قاعتا مجلس الحاج سعيد المقابي بالقطيف، إذا لم يجرِ غربلة التراث الديني فسنكون على موعد مع ظهور تيارات تكفيرية جديدة في كل زمن.

الشيح حسن الصفار - مجلس المقابي - 4 محرم 1439وفي السياق انتقد الشيخ الصفار بشدة الممانعين لمراجعة التراث الديني وتنقيته عند مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية من السنة والشيعة.

ومضى يقول ان الأمة تقف اليوم أمام معضلة كبيرة مع تيارات الممانعة لتنقية التراث الديني التكفيري. مضيفا بأن هذا التراث التكفيري بات في متناول الجميع بعد أن كان حكرا على المتخصصين.

تاريخيا، أشار الشيخ الصفار إلى أن الخوارج هم أول فرقة تكفيرية انشقت على الأمة في وقت مبكر وخرجت على خليفة المسلمين الإمام علي وحاربته على خلفية شبهات عقدية تورطوا فيها.

وتابع بأن ما وصفه الاتجاه التكفيري السلطوي أخذ مداه على يد الحكام الامويين والعباسيين الذين بالغوا في قمع الناس باسم الدين من أجل ارهابهم واخضاعهم.

وأضاف بأن هؤلاء الحكام ترصدوا لذوي الآراء المختلفة دينيا وحكموا عليهم بالكفر وكانوا يتقربون إلى الله بقتلهم امام العامة في سبيل اظهار انفسهم كحماة للدين.

وحول اتجاهات التكفير قال الشيخ الصفار ان الأصل بقاء المسلم على اسلامه حتى يقوم الدليل على خلاف ذلك بان يعلن الكفر بقول صريح لا يقبل التأويل.

وشدد الشيخ الصفار على وجوب النظر والتفحص فيما صدر من المسلم من قول أو فعل قبل تكفيره ”فليس كل قول أو فعل فاسد يعتبر مكفرا“.

واضاف ”لا ينبغي ان يكفر مسلم امكن حمل كلامه على محمل حسن، أو كان في كفره خلاف ولو رواية ضعيفة“.