حب الوطن
في محاضرة الليلة الثالثة من شهر محرم الحرام تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار عن: ”اتجاهات التكفير في التراث الديني“ حيث أشار إلى خطورة التكفير وما يترتب عليه من آثار اجتماعية خطيرة ومدمرة، كذلك سلط الضوء على بعض آراء الفقهاء حول مسألة تكفير المسلم واخراجه من الدين وحكم الردة في الإسلام، لكن ما نود التحدث عنه في هذه المقالة القصيرة هو إشارة الشيخ الصفار عن الاحتفاء باليوم الوطني، اما عنوان المحاضرة سنخصص له مقالة أخرى في وقت لاحق بإذن الله.
خصص سماحة الشيخ حسن الصفار جزءا من المحاضرة للاحتفاء باليوم الوطني، خاصة وإن المملكة تحتفل بهذا اليوم الغالي على نفس الشعب السعودي أجمع حيث قال: ”إن حب الوطن والولاء له فطرة انسانية باركها الدين وشجع عليها ولا يتحقق ذلك بمجرد رفع الشعارات، وانما بالعطاء للوطن والدفاع عنه، وتأكيد المحبة والتآلف بين ابنائه، ليكونوا صفا واحدا في مواجهة الاخطار والتحديات“. إن مسألة حب الوطن كما اشار الشيخ الصفار ليست شعار يتشدق به البعض ولكن حب الوطن عطاء وإنجاز وبدل الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن والدفاع عنه هكذا يجب أن نحتفي باليوم الوطني الذي يصادف 23 سبتمبر من كل عام.
اليوم الوطني فرصة لأن نؤكد الحب لهذا الوطن، وكذلك فرصة لأن نعزز قيمة التنوع والاختلاف في هذه المناسبة العظيمة ونبتعد عن كل ما يفرق ويمزق هذه القيمة، حيث أن المملكة العربية السعودية تحتضن شعبا متنوعا، وهذا من المصادر التي تضيف للمملكة قوة، حيث أنها استطاعت أن تجعل هذا الاختلاف والتنوع بين مكونات الشعب السعودي مصدر اعتزاز وقوة يفتخر الموطن أنه ينتمي لهذا البلد ويبذل ما يستطيع من أجل أن يكون الوطن في الصفوف المتقدمة بين الدول العالم.
في هذا اليوم كما أننا نحتفي به، نؤكد على أن الوطن حقق إنجازات وعلينا المحافظة عليها كذلك بذل المزيد من الجهد حتى نتمكن من تحقيق انجازات غيرها، ونصل إلى تحقيق أهداف الرؤية الطموحة 2030، وهذا لا يكون إلا بتكاتف الشعب السعودي كله نحو المزيد من العمل والمثابرة كل في مجاله وتخصصه، حيث أن الأوطان تبنى بأيدي أبنائها ونحن بحمد الله شعب قادر على أن يكون وطننا متقدما ومزدهرا في كافة المجالات، حفظ الله وطننا الغالي من كل سوء، وأدام الله الأمن والاستقرار في هذا الوطن.
في الختام نسأل الله أن يوفق سماحة الشيخ حسن الصفار لما فيه خير وصلاح لهذه الأمة، ويجعله الله مناراة في نشر الوعي والعقلانية والتسامح وكل ما هو نافع يجنب هذه الأمة الأزمات والشرور.
