آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 8:09 ص

ثقافة التنافس

المنافسة أداة لتفجير الطاقات، واعمال العقل، للوصول للحصول الإبداعية، والأفكار غير التقليدية، الامر الذي يسهم في تطوير المرء لذاته، وتميزه عن الاخرين، خصوصا وان الطرق المعروفة، او المستنسخة لا تصنع الفرق، او الانطلاق بقوة الصاروخ في المجتمع، او احتلال مركز الصدارة، مقابل الأطراف المتنافسة، وبالتالي فان الانسان الباحث عن النجاح، والفوز في معركة الحياة، او المسابقات على اختلافها، يحتاج الى التفكير الجاد، في الخروج عن المألوف، ضمن حدود المنافسة الشريفة، والالتزام بالقواعد الأخلاقية، والوفاء بالاشتراطات المنصوص عليها.

احتلال موقع الصدارة في المعارك الحياتية، او المنافسات الاجتماعية، امر مشروع، ومطلوب على الدوام، لذا فان المرء مطالب بالتعاطي الجاد، مع مختلف القضايا، وترك الكسل والترخي، ”رحم الله امرء عمل عملا فأتقنه“، فعملية الفوز لا تأتي بالسهولة، او بين ليلة وضحاها، اذ تتطلب التخطيط الصحيح، والالتزام الدقيق باتباع الخطوات، للوصول للهدف المرجو، بمعنى اخر، فان التمني وأحلام اليقظة، ليست قادرة على تحقيق نتائج على الأرض، باستثناء الخيبة والخسران، والبقاء في مؤخرة الركب.

التنافس الشريف، مبدأ ثابت في مختلف المجالات الحياتية، لذا فان التسلّح بعناصر المنافسة، للبقاء حتى خط النهاية، امر في غاية الأهمية، الامر الذي يفسر تساقط إعداد كثيرة، في بداية الطريق، واخرين في المنتصف، والقلة القليلة التي تصل الى النهاية، فكما ان عالم الرياضة، يتطلب التمارين الشاقة، والمستمرة لتطوير الذات، وإتقان اللعبة، فان الدخول في مضمار الحياة، يتطلب وجود مقدمات، من اجل تحقيق النجاح، وطرد الفشل على الصعيد الشخصي، او الاجتماعي، لذا فان الشخصيات التي يشار لها بالبنان، قليلة مقابل مليارات البشر على الأرض.

انتهاج طريق الخداع، واستخدام الطرق الملتوية، يمثل حلا مؤقتا، ف ”حبل الكذب قصير“، فالمرء المخادع بامكانه البقاء في القمة لفترة، «طويلة او قصيرة»، بيد مصيره المحتوم يكون السقوط، الى حاوية الهاوية في المطاف، خصوصا وان الكفاءة تمثل الفصيل، في تحديد مسار المعركة الحياتية، بمعنى اخر، فان الانسان الذي يقف على اكتاف الاخرين، في الوصول الى المآرب الذاتية، سيفقد الجدار الذي يتوارى خلفه، سواء من خلال اكتشاف الحقيقة الناصعة، والمتمثّلة في انعدام مقومات البقاء في المقدمة، او من خلال الاختلاف مع العناصر، التي يعتمد عليهم في تبوأ المقدمة، في الفترة الماضية.

الفاشلون، يعتبرون التلاعب بقواعد المنافسة الشريفة، دلالة على الذكاء، فهذه الشريحة تحاول التسلق على الاخرين، بطرق متعددة، من اجل الحصول الإطراء، او تحقيق مكاسب ذاتية، خصوصا وان الإمكانيات الشخصية، لتلك الشريحة الاجتماعية، ليست قادرة على الدخول، في حلبة المنافسة، مما يدفع شريحة الفاشلين، للبحث عن طرق ملتوية، للبقاء في مضمار التنافس، حتى الرمق الأخير، الامر الذي يفسر امتهان البعض لممارسات غير أخلاقية، للبقاء في الواجهة، فتارة تكون بشراء ضمائر الاخرين، للحصول على مزايا مفقودة، وتارة أخرى عبر التملق، للجهات ذات النفوذ الاجتماعي، من اجل اكتساب بعض المناصب، وامتلاك جزء من النفوذ الاجتماعي.

كاتب صحفي