عاشوراء الحسين ملهمة الإصلاح
هو هكذا شهر الحسين غريب محيّرٌ ملفتٌ ومجبرٌ على الحضور، المحب للحسين دون اختيار يستعد بكل جوارحه ويجد نفسه طوعاً تميل نحو الحسين وشوقاً يأسرها ذلك الغريب الذي بقى وحيداً غريباً خلد اليوم كأفضل قائدٍ ملهمٍ تهتف باسمه ملايين البشر.
لقد احدثت ثورة الحسين منقلباً خطيراً على مستوى الإلهام والتعبئة، تتجدد ضمن سلسلة من العطاء الذي لم يتوقف أمام حادثة مآساوية ربما صورها البعض اجحافاً بمهرجان البكاء السنوية والضجيج.
ثورة الحسين ليست محطة للبكاء فحسب وإن كان الحزن والبكاء هو المُحرّكُ لمشاعر الأمة القاسية وهو الموضّحُ لحقيقة اولئك القساة الذين سفكوا الدماء واستباحوا الحُرامات وتمرّدوا على إرث النبي وسبوا ذراريه عبر مشهد دموي يبعث على النقمة على تلك الأمة القاسية، وتستلزمنا ان لانغفل ذلك الحدث المآسوي عبر دعوات البعض بِقِدم القضية وكأن إحياءها من فروض العبث.
ثورة الحسين ليست مجرد تغطية الأماكن بالسواد ولبس الحداد وإقامة المآتم.
إنها مسيرة الإصلاح التي عنونها الحسين منذ بداية ثورته
”إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي“
هذا الهدف الذي تحرك الحسين من أجله وهو المُلزم اليوم لمحبيه وشيعته أن الثورة كانت للإصلاح والتصحيح فلا يحق تشويه تلك المسيرة سواءً عبر توهين هذه الثورة واعتبارها كأي حدث تاريخي لا يستحق كل هذا الاهتمام، أو عبر المبالغة فيما لا يعني الحسين وثورته من ممارسات يراد الصاقها بالحسين وهي لا تعنيه.
هاهي عاشوراء الحسين تتجسد لنا مدرسة لا يضعف عطاؤها ولا ينهدم بناؤها ولا تنطمس معالمها لما تحوي هذه المدرسة من علوم قل نظيرها وصعب إيجاد مثيلها.
هناك من يُشكِلون على كل شيء يخص الحسين ولن يتوقفوا فالتشكيك والاستفهام مسلك اهل الدليل وهو طريق الخصوم ايضاً، وهناك من يجرحوا هذه المسيرة عن جهل او عمد ويلصقونها بالحسين لحرف مسيرته وتشويه الهدف.
نقول لهم كفاكم إيذاءً للحسين وتشويهاً لمسيرته ارحموا الحسين وتوقفوا....
يكفي الحسين ألماً أن سبيت عائلته ووطئت الخيل صدره وظهره حتى تكسرت عظامه لتعيدوا النظر في النقل والفعل والقول الذي يتناسب مع عـِظم هذه المسيرة الخالدة وإن لا نكون سبباً لحرفها عن الطريق الذي رسمه الحسين بدمائه الزاكية.
سَيخلد الحسين وتنطمس كل الدعوات لتوهين ثورته او تشويه صورته الناصعه.
سلامٌ عليك ايها الوحيد بلا ناصر سلامٌ عليك ايها الغائب الحاضر سلامٌ عليك ايها المحتسب الصابر
عليك مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ورحمة الله وبركاته.