آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

همسة تربوية

علي حسن آل ثاني

بداية العام الدراسي هو بداية حياة مجتمعية جديدة نشطة، حياة يقودها المعلمون ويصنعها الطلاب، وتعطي طاقة إيجابية للمجتمع

ابنائي الطلبة والطالبات أنتم أملنا ومستقبلنا، وللمعلمين أقول أنتم صناع الأمل والمستقبل، ولجميع التربويين. وكل عام ووانتم في أعلى مراتب العلم.

في هذه المناسبة العزيزة على قلوبكم تدفعُني محبّتي لكم إلى تقديمِ بعض الكلمات لعلّها تعينُكم على قضاء عامٍ دراسي جديد مليء بالتفوّق والإبداع والتميز.

ابنائي الطلبة واخواني المعلمين

بوادر أمل وتفاؤل لعامٍ دراسي جديد قد أقبل وأقبلت معه الأمنيات

فنجدها الأمنية الأسمى التي ترجوها النفس وتطمح نيلها.

أنها أمنية، التميز والتفوق في التحصيل الدراسي. والذي هو رغبة كل طالب علم يريد ان يحقق اماله واحلامه. أن التميز لا ينال إلا بجد ولا يفوز به إلا مجد.

وهنا يجب علينا كآباء حث الطلاب وبعث روح النشاط وغرس قيمة أهمية الدراسة وطلب العلم في نفوسهم، فعلينا بتهيئتهم نفسياً خصوصاً الصغار منهم.

فالمدرسة هي واحة العلم والمعرفة وفناء واسع يتسع للجميع. المدرسة مملكة نحل في داخلها وتفاعلها دواء لكل جهال بالعلم والعلماء. أن المدرسة بؤرة الأنظار ومركز اهتمام الناس

كما أن طريق الإصلاح يبدأ بها ومنها تنطلق الاجيال نحو غدا مشرق يهيئ لهم سبل النجاح

فإذا ضعف دور المدرسة في الإعداد للمستقبل فشل الطالب في أن يكون عضوا فاعلا في مجتمعه وبالتالي لن ينهض هذا المجتمع ولن يرقى للطموحات والاهداف التي تسعى اليها سياسة التعليم في كل دول العالم.

ومن هنا تبرز الحاجة إلى تحسين المدرسة بجميع جوانبها الادارية والتعليمية والتنظيمية والاجتماعية والفنية والرياضية.

المدرسة ذات الكفاءة والتي يؤمن كل معلم فيها أن لديه إمكانات ويعمل على استثمارها في ما ينفع الطلبة تجعلها في مقدمة المدارس.

حيث يكون الطالب قادرا على تحقيق توقعات هيئة التعليم مما يجعل الفصول التعليمة ذات كفاءة عالية.

دور المعلم

جميل أن يقوم المعلم في بداية العام بالتعرف على شخصيات طلابه وما يفكروا فيه وما هي أهدافهم وما هي مشاكلهم أو مخاوفهم وما يقلقهم مع التعرف على أنواع ذكاءاتهم لمراعاة ذلك خلال التدريس والاستفادة منه في تحسين التحصيل. ويمكن ذلك عن طريق اعطائهم استبيانات بداية العام أو عن طريق المقابلة معهم في الحصة الدراسية بشيء من فتح ملف خاص لكل طالب يحاول من خلاله ان يتعاون مع بقية المدرسين في تقيم مستوى كل طالب ليس على مستوى الحصص الدراسية المقررة بل تشمل كافة الجوانب الفنية والتربوية والاخلاقية من مهارات شخصية واجتماعية وفنية.

ضرورة توفير قنوات اتصال واضحة ومحددة وتمكن التواصل بين الطلاب والمدرس واسرته.

دور الطالب

إن الفلسفة المتطورة الحالية أن يكون الطالب هو المحور الأساسي للعملية التعليمية بمختلف فروعها، ودور المعلم يقتصر على التوجيه والدخول الى بوابة الطالب بكل مرونة.

فما الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المعلم من أجل إيجاد المناخ الصفي الذي يجعل من الطالب محورا للعملية التعليمية.

أن الطالب هو محور العملية التعليمية وهو من تقوم عملية التعلم من أجله، وتختلف خصائص النمو لدى كل طالب

الجسمية والنفسية والاجتماعية، وباختلافها تختلف طرق التدريس المستخدمة لذا وجب على المعلم مراعاة الطرق التدريسية

المناسبة لكل فرد، فيمر الطالب بعدد من التغيرات في سماته في كل مرحلة من مراحل نموه، ومن أبرزها التغير في القدرات الجسمية والذهنية والعاطفية والاجتماعية.

فمن خلال تتبع الأدبيات. والطرق التربوية إلى عدد من التطبيقات التربوية مساعدة الطلبة على اكتساب القدرة على التفكير الصحيح في جميع مشاكلهم سواء ما هو علمي أو اجتماعي أو اقتصادي، مراعاة الفروق الفردية بينهم.

إيجاد بيئة من الاحترام والمودة، ومن ذلك تفاعل المعلم مع الطالب.

بناء ثقافة التعلم والثقة بينهما، وهي مجزئة إلى أهمية المحتوى الدراسي، ثقة الطلبة بأعمالهم.

إدارة الاجراءات في بيئة التعلم من خلال إدارة مجموعات التدريس والتي تتجزأ الى، إدارة الموارد التعليمية والتجهيزات إدارة المهام غير التدريسية وغير ذلك.

إدارة سلوك الطالب والذي تمت تجزئته إلى التوقعات، مراقبة سلو الطلبة، والاستجابة لسلوكهم بحلول تناسب كل فرد.

تنظيم بيئة المدرسة ومكانها وهي تتجزأ في السلامة وتنظيم الأثاث، وسهولة الوصول إلى مصادر التعلم واستخدامها.

هكذا يجب ان تكون المدرسة ذات الكفاءة المهنية تؤسس توجه مشترك والتزام بالجهد المستمر.

بحيث تشكل في النهاية نظامنا تربويا متكامل اللبنات للوصول إلى تحقيق أهداف المنظومة التربوية، وكذلك لتهيئة جيلا متعلما يساير ركب التطور العلمي والثقافي والاجتماعي قادرا على خدمة مجتمعه، وطامحا إلى مستقبل زاهر مملوء بالإنجازات والنجاحات.

أعزائي الطلاب عام دراسي سعيد وأتمنى أن تتحقق أهدافكم وطموحاتكم، واسأل الله العلي القدير أن يوفقكم ويسدد خطاكم على طريق الخير والنجاح.