آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 9:03 ص

مبادرة الأب الحنون

عبدالله الحجي *

مبادرة الأب الحنون هي إحدى المبادرات الرائدة التي تترك بصمة إجتماعية وأثرا كبيرا، وتفتح آمالا وطموحات، وتبعث رسالة إنسانية يفوح شذاها فيملأ قلوبا نقية بالبهجة والسرور، حتى وإن لم تكن أبوة نسب فقد أغدقت حبا وحنانا ورعاية.

في خطة ممنهجة ومنظمة يصطحب مركز حي الملك فهد التابع لجمعية البر بالأحساء عددا من أبناء المستفيدين من الأيتام والفقراء ليقوموا بزيارة أحد وجهاء وشخصيات المجتمع في كل أشهر. مبادرة الأب الحنون تندرج ضمن الخطة الاستراتيجية التي ينهجها المركز للخروج من بوتقة الخدمات الروتينية التي تركز على مشاريع المأكل والملبس والأجهزة في محاولة لتنشئة وتنمية جيل من الشباب الواعد الذي يتحمل المسؤولية، ويعتمد على نفسه في تدبير شؤونه، ويولي أسرته أهمية بالغة للنهوض بها وتحسين مستواها المعيشي. هذه المبادرة لها أهداف كثيرة من أهمها رعاية الأبناء وإتاحة الفرصة لهم للإحتكاك ببعض نماذج المجتمع المشرفة والاستماع إليهم وهم يتحدثون عن خبراتهم وتجاربهم وماحققوه من نجاح، فيستفيدوا من حكمتهم ومثابرتهم وكفاحهم، ويقتبسوا بعض الدروس القيمة التي تُوسع مداركهم وأفقهم، وتُنمي مهاراتهم الشخصية. اختيار الوجهاء يتم حسب ضوابط ومعايير محددة من قبل المشرفين على البرنامج ويتم التركيز على النماذج البارزة التي تٌعتبر قدوة يفخر ويعتز بها المجتمع وتستحق أن يّحتذي بها الأبناء لرسم خارطة طريقهم في مواجهة التحديات والعقبات التي تواجههم في حياتهم وتُحولها إلى فرص مثمرة ناجحة.

واقعا هذه النماذج تفتح قلوبها وتستأنس بتخصيص جزء من وقتها الثمين لقضائه مع الأبناء قبل أن تفتح بيوتها أو مزارعها. ويشمل البرنامج إعطاء الوجيه نبذة مختصرة عن أبرز أنشطة المركز، وأهم الانجازات التي حققها مع بعض الاحصائيات. كما يتخلله بعض الأنشطة الثقافية والترفيهية حسب مكان الدعوة والظروف المتاحة لكي لايشعر الأبناء بالملل. وفي نهاية البرنامج تُقدم بعض الهدايا التذكارية من الوجيه لأبنائه، ويتم تناول وجبة العشاء على شرف الأبناء.

هنيئا لأصحاب هذه المبادرة الجميلة التي تحمل أجمل المعاني وأنبلها وتستحق الشكر والتقدير، وهنيئا للمشاركين في استمراريتها، ولهذه النماذج المشرفة التي تحمل همّ مجتمعها ولايسع المرء إلا أن يقف إجلالا وامتنانا لإنسانيتها وتكاتفها وتكافلها الاجتماعي بما تقدمه من بذل وعطاء وخدمات جليلة ابتغاء وجه الله تعالى. والله نسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن ينير طريق أبنائنا ليكون لهم دور بارز في خدمة المجتمع ويكونوا ركائز يُعتمد عليها، ويسهموا في رقي ونمو الوطن.