آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:44 م

الفجع

سامي الدبيسي *

يتميز شعبنا بالفجع الغذائي والنهم في الأكل ولايحتاج ذلك للاثبات فمنظر البشر وهم يتدافعون كي يحصلوا عليه من ابجديات الحياة اليومية ويكفي أن يعلن أي مركز للتسوق أو مطعم عن تخفيض ولو بنسبة بسيطة فضلا عن أن يكون مجانا الا ويغدو المكان لايمكنك دخوله بسبب الفوضى والتكدس في حالة بدائية مقيتة ومقززة.

وعندما تقصد مطعما أو مقهى من النادر أن تجد من يطلب شيئا بسيطا يتناسب وعدد أفراد الاسرة أو يتفق مع السلوك الغذائي المتزن بل لابد من الافراط في الطلب ثم الافراط في الاكل ثم ترك الباقي للقمامة وغالبا يكون ذلك الباقي كثيرا وان لم يكن مسؤولي المطعم ممن يهتمون بالحفاظ على الغذاء من الهدر فمصيره حاويات القمامة وهنا ابدي اعجابي ببعض المطاعم وان كانت قليلة والتي تضع نظاما تقلل من خلاله من الهدر كأن تقدم لمن يأكلون داخلها كمية معتدلة وتسمح لهم بطلب المزيد مجانا ان لم يكفهم وتبدي استعدادها لاعطائهم أطباقا خارجية كي يأخذوا باقي الطعام معهم أو يحتفظوا بذلك الباقي لاعطائه لجمعيات حفظ الطعام أو من يهتم بتربية الحيوانات كغذاء لها.

وهناك أشخاص تجدهم يأكلون طوال الوقت ولا أعلم هل يملكون شعور الشبع أو لا.

في المجتمعات النهمة تجد المطاعم تتسابق للاعلان عن عروض وتخفيضات على الوجبات الكبيرة لانهم يعلمون أن الشعب يبحث عن أكبر مقدار بأقل سعر.

ولدينا هنا ودائما مانرى جدالا بين النادل والزبون فيما يخص كمية ما أعطاه من طعام فيعتيره الزبون قليلا ولذلك يتهجم على النادل معترضا على ذلك.

ضمن برنامج «خواطر» للسيد أحمد الشقيري في احدى السنوات والتي كانت بعنوان «الفجع» تحدث عن تطور حجم الوجبات السريعة بين بداية تأسيس مطاعمها والان وبين كيف أن حجم تلك الوجبات كان صغيرا وزاد تدريجيا مع مرور الزمن متضاعفا مع حجمه في البداية باضطراد وتزامنا مع النهم بين الناس للاكل حتى ان المكان المخصص لوضع المشروبات في السيارة لايستوعب حجمها الكبير.

والنتيجة الطبيعية لكل ذلك النهم هو السمنة والامراض المزمنة والخطيرة والاكتئاب.