آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

«آل شبر» العمل التطوعي تحول للجذب والتسليط الإعلامي وتدعو لتغيير آلية التكريم

جهات الإخبارية حوار: جمال الناصر - صفوى

بينت الشابة بتول آل شبر، العضو في المجلس الطلابي، لكلية التمريض جامعة الإمام عبد الرحمن، ممثلة للقنصلية الأمريكية بالظهران، أن العمل التطوعي بدأ من النظام الخيري الموجه، لبناء المجتمع وتحويله إلى ميدان، لجذب الناس والمظاهر والتسليط الإعلامي، داعية إلى تغيير آلية التكريم بالنسبة للمتطوعين والمتطوعات، كمنحهم دورات مجانية، كل في تخصصه، كالدورات في اللغة الإنجليزية أو الطبية أو الهندسية إلى آخر القائمة.

جاء ذلك في حوار، مع «جهينة الإخبارية».

بداية، ممكن تعرفينا على بطاقتك الشخصية؟

بتول آل شبر، عضو في المجلس الطلابي، لكلية التمريض في جامعة الإمام عبد الرحمن - الدمام سابقا -، ممثلة للقنصلية الأمريكية بالظهران، وعضو في عدة مجموعات تطوعية، أهمها برنامج مستقبلي.

ما تعريفك للعمل التطوعي والاجتماعي؟

هو أي عمل، يقدم خدمة للمجتمع بهدف الارتقاء به على الصعيد الإنساني والحضاري، حتى وإن كان ذلك العمل إلكترونيًا.

ما موقف الأسرة من عملك التطوعي، وكيف توصفينه؟

شجعتني كثيرًا معنويًا ودعمتني ماديًا للاستمرار وتوسيع دائرة أنشطتي، حتى لخارج المملكة، سواء العائلة الكبيرة والأسرة القريبة، منذ عدة سنوات.

متى كانت بداياتك في العمل التطوعي، وأي الأمكنة، هي البداية؟

بدأت منذ سنوات طويلة، تقريبًا منذ أن كنت طالبة في المرحلة المتوسطة قبل ثماني سنوات، وذلك عن طريق اهتمام وتوجيه الأخصائية الاجتماعية سلمى العالي والأخصائي النفسي أحمد السعيد، حيث كانت أول مشاركاتي في مهرجانات المنطقة معهم، كمهرجاني الدوخلة والوفاء، وهم من بدؤوا في تعويدي على المسؤوليات بالكثير من الفعاليات.

ينقل عن الإمام زين العابدين ، أنه قال: " هلك من لم يكن له حكيم يرشده. وعليه من الشخصية الملهمة والموجهة لديك في العمل التطوعي؟

الكاتب جبران خليل جبران، حيث قرأت جميع كتبه وأعماله منذ سنوات طويلة وحفظت أجزاء منها، كلها على اختلافها وتنوعها ذكر فيها كلام واسع عن حب الخير وتقديم العون للناس بلا مقابل وإجلال الوطن، فقد تأثرت بمؤلفاته كثيرًا، وأتذكر جمله حاضرة أمامي حين أقف في أي عمل تطوعي.

برأيك، ماهي الصعاب والمعوقات، التي تواجه الإنسان، الذي يمارس العمل التطوعي؟

تختلف العقبات على اختلاف المجتمعات والبيئة المحيطة بكل فرد، ولكن ما لاحظته كثيرًا في الآونة الأخيرة، غلبة جو التنافس المؤسساتي، على جو العطاء والبذل، حيث بدأت بعض الجماعات التطوعية في تحويله من نظام الخيري موجه، لبناء المجتمع إلى ميدان لجذب الناس والمظاهر والتسليط الإعلامي فقط لا أكثر.

بكونك فتاة، هل واجهتكم صعوبات وعوائق في خوض معترك العمل التطوعي؟

نعم كثيرًا، وذلك بسبب المواصلات، فعلى الرغم من دعم الأهل إلا أن أي فتاة في مجتمعنا تواجه صعوبة كبيرة في توفير المواصلات ”الآمنة“، وذات ”سعر مناسب ماديًا“، وعلى الرغم من وفرة الشركات، التي تقدم خدمة المواصلات إلا أنها غالبًا مرتفعة الأسعار أو غير منتظمة على الوقت المطلوب، حيث تتسبب بتأخير العديد من نساء المجتمع وتعطيل أعمالهن.

سعيًا في تطوير ثقافتك التطوعية، هل شاركتم في دورات أو ورش عمل أو محاضرات، تُعنى بهذا الشأن؟

نعم شاركت وذلك في مؤتمر التبادل الثقافي بالرياض، ثم ملتقى الشباب الثقافي في جدة، كان كلاهما يتحدث عن تنمية المجتمع والعمل التطوعي بطرق حديثة ثم كيفية تطوير المنظمات والمؤسسات بطريقة صحيحة ونموذجية، وأشكر في ذلك السفارة الأمريكية، التي قدمت لنا هذه الفرص واعتنت بتواجدنا في هذه الملتقيات والمؤتمرات ولبت جميع احتياجاتنا خلالها.

برأيك، هل نحن في حاجة ماسة إلى الثقافة التطوعية، كمؤسسات اجتماعية وأفراد، لجودة المنتج، الذي يُقدم؟

نعم بالتأكيد، فإن بعض الجامعات خارج المملكة، تعطي محاضرات ومواد دراسية إلزامية، لجميع طلبتها في السنة التحضيرية عن العمل التطوعي وكيفية التعامل مع المجتمع بهدف تحسينه، وكم نحن فعلاً بحاجة، لهذا الأمر حتى نواكب التغيرات السريعة، التي تحدث كل يوم في التكنولوجيا والعلم، بكون العمل التطوعي أولاً وأخيرًا، يعتمد على التكنولوجيا والعلم.

أليس من المنطق بمكان، أن تتغير أساليب التكريم للعاملين في العمل الاجتماعي التطوعي، بدلاً من حصرها في شهادات التقدير، التي أصبحت أسلوبًا كلاسيكيًا. ما تعليقك؟

أمنيتي أن أجد في يوم من الأيام تكريمًا، يؤثر في حياة المتطوعين، ذلك الأثر الذي يغير من مستقبلهم، مثلاً عبر تحويل عدد الساعات التطوعية لكل متطوع إلى ساعات دورات مجانية، يحتاجها في تخصصه، كالدورات الإنجليزية أو الطبية أو الهندسية وما إلى ذلك.

ماهي رسالتك، لبني جنسك بخصوص المشاركة في الأعمال التطوعية؟

لا تسمح، لسقف توقعاتك أن يكون كسقف منزلك، بل اجعل طموحك في صناعة المجتمعات مداد السماء، ولكن وأعيدها ”لكن“، اجعلوا ذلك بخطوات متأنية لا قفزات متسرعة حتى لا تنسوا أن لنفسكم عليكم حقًا.

موقف، له الأثر الإيجابي في ذاتك، لا يمحى من الذاكرة في مجال العمل التطوعي؟

في إحدى مشاركاتي التطوعية في برنامج مستقبلي في الستي مول، وبعد الانتهاء من ورشة العمل، فوجئت بقدوم إحدى الأمهات تبكي، وضعت يد ابنتها الصغيرة ذات التسعة سنوات في يدي،، وقالت: اجعليها تكن مثلك، أريدها أن تمشي على طريقك، اجعليها تتعلم منك وتقتدي فيك، أتمنى أن أراها مكانك في يوم من الأيام.

كلمة أخيرة لك، ماهي ولمن توجهينها؟

أشكر «جهينة الإخبارية»، على مساندتها المستمرة وغيرها من القنوات الإخبارية، التي ساهمت بشكل كبير جدًا في نشر ثقافة العمل التطوعي، التي لها دور عظيم في إنشاء هذا الوعي وتفعيله.