آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:00 ص

الأزمة السورية.. وملامح النهاية

محمد أحمد التاروتي *

يبدو من خلال المعطيات على الأرض، وجود أردة دولية، لايجاد حلول سياسية للازمة السورية، المشتعلة منذ 6 سنوات، فالهزائم المتلاحقة لتنظيم داعش، وفقدانه مساحات واسعة من المناطق، التي يسيطر عليها في الجغرافيا، مقدمة لبسط سلطة الدولة على المناطق الخارجة، عن سيطرتها منذ 4 سنوات، مما يوفر المناخ السياسي للتحرك السياسي، خصوصا وان داعش تمثل اكبر التحديات، التي تحول دون الانخراط بقوة، باتجاه الحلول السياسية للازمة السورية.

التقدم السريع للجيش السوري، في قضم مساحات واسعة، باتجاه مدينة دير الزُّور، يعطي مؤشرات إيجابية، بوجود توافق دولي على إنهاء الملف السوري، خلال الفترة القادمة، خصوصا في ظل التحرك السياسي، الذي تقوده الأمم المتحدة، وكذلك التحضيرات لعقد جولة جديدة، في آستانة خلال الشهر الجاري، فضلا عن التحول السياسي اللافت في مواقف الدول الفاعلة، في الأزمة السورية، وعلى رأسها الولايات المتحدة بشأن مصير بشار الأسد، فضلا مطالبة مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا المعارضة السورية، بعدم السير قدما باتجاه الخيار العسكري، نظرا لعدم وجود مؤشرات ملموسة، بالقدرة على الحسم العسكري، وبالتالي دعوة المعارضة السورية، للتعامل بنظرة واقعية، على خلفية التطورات على الأرض.

التحولات اللافتة، في مواقف الدول الغربية، تجاه مصير بشار الأسد، تشكل مدخلا هاما، في تحريك ملف المفاوضات السياسية، خصوصا وان مصير الأسد مثل عقدة كبرى، خلال جولات المفاوضات السابقة، جراء إصرار المعارضة على تنحي الأسد، كشرط مسبق استنادا للمواقف الغربية، المؤيدة لها بهذا المطلب، بمعنى اخر، فان تراجع الدول الكبرى، عن تنحي الأسد، سيفقد المعارضة بعض الأوراق السياسية، مما يعني الدخول في المفاوضات الهادفة، لإنهاء الأزمة المشتعلة منذ سنوات، التي ساهمت في إراقة دماء عشرات الآلاف، وتدمير مساحات واسعة من المناطق السورية، فضلا عن عمليات التهجير الداخلي والخارجي.

التقهقر السريع لداعش، مرتبط بقرار دولي، بوضع نهاية للتنظيم، الذي تسيد المشهد العسكري والسياسي، خلال السنوات الأربع الماضية، فالدعم الذي حظي به خلال السنوات الماضية بدأ يتلاشى، الامر الذي انعكس على قدرته في الصمود، والاحتفاظ بالمناطق الواقعة تحت نفوذه، خصوصا وان غض الطرف الممارس لدخول العناصر، عبر حدود الدول المجاورة، تراجع بشكل كبير، حيث لوحظ عمليات هجرة عكسية، وهروب جماعي، مما افقد التنظيم الخزان البشري الاستراتيجي، لمواجهة فقدان الكثير من عناصره، في المعارك التي يخوضها على اكثر من جبهة.

بالإضافة لذلك، فان الإرادة الامريكية، تتجه لاغلاق ملف داعش بصورة سريعة، الامر الذي يتجلى في التحضيرات الجارية، في العراق لطرد داعش من الحويجة، التي تمثل احد المعاقل الرئيسيّة في الوقت الراهن، فالجميع يترقب انطلاق العملية العسكرية، خلال الأيام القادمة، والتي تبدو محسومة لصالح الجيش العراقي، على خلفية الانهيار المعنوي والعسكري، لتنظيم داعش في اكثر من معركة، ولعل اخرها معركة تلعفر.

إنهاء داعش يمثل خطوة هامة، في سبيل تغليب الحل السلمي، للازمة السورية، خصوصا وان غياب الإرهاب، يمهد الطريق للتفرغ للملفات الأخرى، ومنها ملف الإعمار، وعودة النازحين، وعودة الحياة الطبيعية، لمختلف المناطق، التي شهدت معارك حربية.

كاتب صحفي