أعداء الفرح
النظرة السودايوية، تشكل محور تحرك بعض الشرائح الاجتماعية، فهي لا ترى سوى الحزن، ونشر الظلام، وتسعى لإطفاء جميع الأنوار، لسلب الضياء من الاخرين، الامر الذي يدفعها، لتسليط الأضواء على النقاط السوداء، فيما تتغافل عن المساحات البيضاء الشاسعة.
فهذه الشريحة الاجتماعية، تقاتل في سبيل تكريس الواقع المأسوي في المجتمع، اذ تعمد لخلق مختلف المشاكل، في سبيل سلب الفرح من القلوب، فمرة بواسطة اثارة بعض القضايا الخلافية، لزرع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد وأخرى باستعارة الأحداث التاريخية، في سبيل إبقاء حالة البؤس، والضياع، والحيلولة دون تحرك المجتمع، لنفض غبار الماضي، وبناء المستقبل.
الأمراض النفسية، تشكل المحرك الأساس وراء عرقلة الجهود الصادقة، لبث البهجة والسرور في البيئة الاجتماعية، اذ يحاول المرضى نشر الداء الخبيث بين الناس، مما يدفع لاستخدام مختلف الطرق، والوسائل، في اجهاض كافة محاولات الساعية، لادخال الفرح في القلوب، حيث يتحرك المرضى، لوضع العصا في عربة المجتمع، لابقاء الحزن على رؤوس الجميع.
لا يتورع أعداء الفرح، عن الاستعانة بشتى الطرق القذرة، في سبيل تحقيق الغايات المريضة، حيث يحاول هؤلاء تغطية التحركات المشبوهة، بشعارات براقة وخادعة، من اجل تمرير تلك الخطط على المجتمع، فالبعض ينجح في تحقيقه هدفه، والمتمثل في زرع الحزن في المجتمع، فيما تذهب مساعي البعض الاخر ادراج الرياح، جراء وجود قوى قادرة على المقاومة، او لديها نوع من التشكيك، في النوايا الحقيقية، وراء إيقاف نزع ثوب الحزن، ولَبْس جلباب الفرح.
لا توجد علامة فارقة لدى أعداء الفرح في المجتمع، بيد ان المواقف والممارسات اليومية، تكشف هذه النوعية من البشر، فالنظرة السلبية لمختلف المشاريع والمبادرات الاجتماعية، تمثل السمة البارزة لاعداء الفرح في المجتمع، فالبعض يحاول يتخفى وراء عناوين شتى، بالنسبة للكثير من القضايا المطروحة، بيد ان تلك المحاولات سرعان ما تتلاشى خلال الممارسة العملية، اذ يسعى لاثارة العديد من المشاكل، في سبيل عرقلة المشاريع الساعية، لتكريس البهجة في النفوس، بمعنى اخر، فان التعاطي العملي الفصيل، في فضح أعداء الفرح، في البيئة الاجتماعية.
يمكن اكتشاف أعداء الفرح، بسهولة في بعض الأحيان وبصعوبة في أحيان أخرى، فالطريقة التي يتحدث بها البعض، تمثل احدى الوسائل للتعرف على طريقة، تفكيره في التعاطي مع الأحداث الاجتماعية، بينما يتطلب الامر بعض الوقت لتصنيف البعض، نظرا لانتهاج هذا الصنف الحفر الشديد، مما يستدعي التريث، والصبر، للحصول على الرأي الصائب.
الفرح حق مشروع للجميع، من اجل اخراج البعض من حالة نفسية صعبة، الى وضع اخر اكثر ارتياحا، فالحزن امر غير مستنكر، نتيجة بعض الأحداث المأسوية، التي تعتبر جزء من الامتحان في الحياة الدنيوية، بيد ان لَبْس ثوب الكآبة بشكل دائم، لا ينسجم مع هدف الانسان في الدنيا، فالمرء مطالبة بالتأقلم مع أطوار الحياة، بمرها وحلوها، وبالتالي فان محاولة تكريس الحزن، امر غير مقبول على الاطلاق.