آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 6:12 م

رجال خدموا ديرتي.. الدكتور عبد الله النمر

تعوٌد مجتمعنا - للأسف الشديد - على تكريم من خدمه من الرجال وذكر محاسنهم بعد وفاتهم؛ مما يؤدي في بعض الأحيان للتأثير على عطاء بعضهم وابتعاده عن الخدمة الاجتماعية؛ بسبب عدم اعطائه حقه من الشكر والتقدير من مجتمعه.

عبد الله النمر (أبو طالب)

من هنا قرّرت كتابة سلسلة مختصرة في حلقات عن رجال على قيد الحياة «أطال الله في أعمار الجميع» قد قدموا خدمات جمة لبلدتي العزيزة «العوامية»، وآثرت البدء برجل كريم طالما قدم خدمات جمة وجليلة على مدى أكثر من ثلاثة عقود لأبناء مجتمعه غير منتظر شكرًا أو تقديرًا من أحد، بل أمله الثواب ورفع رصيده من عمل الخير عند أكرم الأكرمين،

ولا شك إنه إن علم بكتابتي لهذه القصاصة المختصرة عنه لوقف بقوة ضد ذلك؛ كونه رجلًا يحب العمل بصمت، وفي الظل، ولايرغب في إظهار مايعمل من خير للناس، ولكن من باب

«من لم يشكرالمخلوق لم يشكر الخالق» قمت بكتابة هذا المختصر عن الأستاذ الفاضل الدكتور المهندس عبدالله علي النمر - أبي طالب «أطال الله بقاءه»، وأعلم أنني لن أستطيع الإلمام إلا بالقليل جدًا من سيرة هذا الرجل المعطاء.

وهنا سرد لبعض خدماته العظيمة لبلدته العوامية وأهلها، وكذلك محافظة القطيف بشكل عام ولعل من أهمها:

1 - عضويته قرابة عقدين من الزمن في مجلس خيرية العوامية، قضى فيه رئيسًا للمجلس على مدى ثلاث دورات انتخابية، أي 12 سنة، وكان انتخابه دوما بالأكثرية لشعور الجميع بأهمية وجود هذا الرجل في مجلس الجمعية؛ لما يملك من ثقافة عالية وحس إداري رفيع وخبرة اجتماعية وعلاقات واسعة على كل المستويات.

2 - أثناءترؤسه لمجلس الجمعية خطت خطوات كبيرة نحو التطور والتحديث، وقطعت مشوارًا طويلًا في كثير من المشاريع الإنمائية، من أهمها مشروع كافل اليتيم الذي تأسس أثناء فترة رئاسته، وكان لحسن إدارته الدور الكبير في بدايته القوية، والعوامية تعتبر من البلدات السباقة في تنفيذ هذا البرنامج الحيوي، إضافة إلى تطور كبير في أكثر من جانب في الجمعية لايسع المجال لحصرها في هذه العجالة.

3 - بعد رغبته في عدم تجديد عضويته في خيرية العوامية - مع أنه انتخب بأكثرية الأصوات - لم ينقطع الأستاذ عن الأعمال الخيرية وخدمة المجتمع، بل زاد نشاطه في أكثر من اتجاه؛ فهو رجل تشرّب قلبه بخدمة مجتمعه وأهله، وتضاعف ذلك بعد تقاعده من عمله الرسمي في شركة «أرامكو السعودية» الذي لم يكن فيه أقل إبداعا من عمله الاجتماعي؛ بل كان شخصًا متميزا عندما كان موظفًا يشار إليه بالبنان والتميز في مجال تخصصه الدقيق وهو الهندسة الجيلوجية؛ وشارك حينها في كثير من اللقاءات والمؤتمرات العلمية في بلدان متعددة.

4 - نتيجة للأحداث التي مرت بها العوامية خصوصَا والقطيف بشكل عام طيلة ست سنوات مضت، فقد كان الأستاذ على راس الخيرين في البلدة لبذل كل جهد ممكن، مستعينًا بخبرته الاجتماعية الواسعة، وبالعمل مع الناشطين والمهتمين بخدمة المجتمع؛ للسعي لحلحلة الأمور والتهدئة، وكذلك لبذل الجهد ما أمكنه للتواصل مع الجهات الرسمية لحل الأزمات وتقليل الضغوط على أهله في البلدة، وكذلك لإطلاق سراح كثير من الشباب ممن تورط أو وُرِّطَ في الأحداث، ونتيجة لهذه الجهود تم إطلاق سراح كثير منهم وإنقاذ مستقبلهم سواء من ناحية الوظيفة أو الدراسة.

5 قدم خدمات استشارية اجتماعية لكثير من خيريات ولجان المحافظة، كمجالس مدن القطيف الأهلية على سبيل المثال لا الحصر، بقصد مساعدتهم بما يملك من خبرة عميقة، وبذلك سهل عليهم السبل واختصر عليهم الطريق؛ مما ساعدهم على إنجاز الكثير في وفي وقت قصير.

6 - من أجل جعل العوامية منبعًا للثقافة والأدب ورفع المستوى الثقافي فيها عن طريق التبادل الثقافي عبر استضافة مختلف المثقفين والمؤرخين؛ فقد أسس مع إخوانه المحترمين قبل قرابة عشر سنوات «منتدى العوامية الثقافي» الذي بقي يشع ثقافة وتاريخًا لفترة ليست بالقليلة، وتم استضافة العشرات من مثقفي المملكة بمختلف مشاربهم ومذاهبهم، كما انّ المنتدى كرّم أكثر من شخصية، ولم يتوقف إلا بعد توتر الوضع الأمني في البلدة، وعزوف الكثير عن الحضور والمشاركة.

7 سعى الأستاذ منذ أكثر من 6 سنوات لتكوين لجنة أهلية رسمية تهتم بتنمية بلدته «العوامية» لتكون محورًا يلتف حوله أهالي البلدة، ولكن - للأسف - تعطّل المشروع بسبب تطوّر الأحداث؛ مما أدى لتاجيله، ونتمنى إن شاء الله أن يعاد العمل عليه بعد عودة الهدوء والأمن للبلدة، نتيجة لجهود الجهات الأمنية الحثيثة في استتباب الأمن من جديد وعودة كافة المؤسسات الخدمية للبلدة، ونحن على يقين إن شاء الله بأن العوامية ستكون في وضع مختلف بمجرد التنشيط الرسمي لهذه اللجنة.

8 - مع أنّ الدكتور أبا طالب يعايش الأحداث في بلدته العوامية أولًا باول منذ بدء حدوثها، مع ذلك لم ينفعل أو يتأثر بها، بل حرص منذ أكثر من سنة تقريبا على بث رسائل التفاؤل والمحبة والحكمة التي تحمل معاني عميقة يبث فيه كثيرًا من خبرته وعلمه، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها.

وبسبب حبه للعلم والتطور المستمر وبسبب إيمانه أن طلب العلم لايحدّه كبر سن الانسان، بل يجب العمل بتوجيه الرسول الكريم بضرورة طلب العلم من المهد الى اللحد؛ فقد أنجز واتم الأستاذ متطلبات درجة الدكتوراة في جامعة برنستون في إمريكا، وحصل على درجو الدكتوراة في الهندسة الجيلوجية، وهذه لوحده يعد إنجازًا قل نظيره؛ إذ إن الدكتور أتم متطلبات الدرجة العليا في سن التقاعد، في يعزف كثير عن السير قدمًا في نهل العلم بمجرد بلوغه سن التقاعد ويميل للراحة، ولكن الدكتور أبا طالب «وفقه الله» خالف هذا السلوك وأثبت أنه يمكن جعل التقاعد تجديدًا للنشاط وبدء المسيرة العلمية الشخصية من جديد.

لذلك فنحن في العوامية نشعر بالفخر، وكذلك الاطمئنان كوننا نملك قامة شامخة وشخصية فذة ومكافحة على كل الصعد.

والقلم يعجز عن سرد أعمال وجهود هذا الرجل الوطني في خدمة المجتمع وهي كثيرة، ولعل هذه المقالة قد سلطت بعض الضوء، وندعو الله التوفيق مستقبلًا للتفصيل أكثر عن هذه الشخصية الفريدة، كما نسأل الله للأستاذ دوام الصحة والعافية وطول العمر والتوفيق أكثر لتقديم المزيد من الخدمة لمجتمعه، وان يحقق امانيه ويحقق المزيد من الإنجازات العلمية، وإلى لقاء قريب عن شخصية عوامية اخرى..

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
علي
[ القطيف ]: 4 / 9 / 2017م - 10:24 ص
الأستاذ عبد الله النمر ، نعم الرجل العامل الذي خدم مجتمعه ، وبدورها عوام الحبيبة تفخر بهولاء الرجال الذين بذلوا كل جهدهم وطاقاتهم لخدمة المجتمع ، حفظ الله الأستاذ عبد الله ، والشكر موصول لك أخي عبد الرحيم .
2
صديقة البراهيم
[ البلدة الطيبة: العوامية ]: 4 / 9 / 2017م - 11:28 ص
النعم فيه الأخ العزيز أبو طالب. رحم الله والديه رحمة الأبرار وأطال في عمره ليبلغ مع أم طالب في كل ما يفرحهما ويسعدهما.
3
عفيف الشيوخ
[ العوامية ]: 6 / 9 / 2017م - 6:15 ص
اولا جزاك الله كل خير اخينا العزيز ابو حسين
نعم بداية جدا موفقة باختيار هذا الرجل الخلوق ابو طالب
وهو القدوة الحسنة لكل من يريد ان يعمل في خدمة مجتمعه
نعم رجل عطاء بكل المعاني لا يختلف على ذلك احد من اهل بلدتنا الطيبة
تواضع وطيبة واخلاق وعطاء
الله يحفظه ويطول في عمره ويعطيه الصحة والعافية ويكثر من امثاله