ضياع الآباء
تكررت قصص البحث عن مسنين خرجوا من منازلهم ولم يتم العثور عليهم الا بعد مفارقتهم الحياة.
فما هو السبب وراء تلك الظاهرة؟
يتعرض الانسان الى مشاكل صحية متعددة مع التقدم بالعمر ومنها تراجع القوى العقلية آو ما يسمى بالخرف والتي تشمل عدة انواع اكثرها شيوعا مرض الزهايمر الذي يشكل 70%من الحالات ومنها الخرف الوعائي الناتج عن عدم التحكم بأمراض الضغط والسكر وخرف جسم لوي.
كما لبعض الادوية والامراض العضوية كاعتلال الغدة الدرقية ونقص فيتامين ب12 والاكتئاب تاثيرا على القوى العقلية بصورة قد تشبه الخرف ويمكن الشفاء منها بالتعرف على السبب وعلاجه.
تتمثل اعراض الخرف باضطراب الوظائف الادراكية والعقلية كالذاكرة واللغة والتعرف على المكان والوقت وتأثر الشخصية والسلوك والقدرة على حل المشاكل ويكون الاعتلال عادة مزمنا متقدما مع مرور الوقت بمعنى تحوله من اعراض بسيطة غير ملحوظة الى اعراض ملحوظة ثم الى اعراض شديدة توثر على النشاط اليومي للفرد ويكون المصاب عرضة لحوادث السير وخطر الضياع والاصابات داخل المنزل وخارجه وسوء ادارة الأمور المالية مما يوجب المراقبة المستمرة للمريض لحمايته والتدخل قبل وقوع الضرر.
وللإجابة عن التساؤل هل والدي او والدتي مصابان باعتلال عقلي؟ هناك جملة من الاعراض المبكرة التي تنبئ عن وجوود اعتلال ذهني تستدعي الكشف الطبي للحصول على افضل نتائج من العلاج ومنها:
- صعوبة النطق وايجاد الكلمة مناسبة
- تغير الشخصية والمزاج المتقلب
- رفض التغيير
- ضعف الذاكرة القريبة
- تكرار الحركات دون معنى
- صعوبة التعرف على المكان وتذكره
- صعوبة تقدير الوقت
واشارت الدراسات لإمكانية تقليل خطر الاصابة عن طريق:
- النشاط البدني
- التفاعل الاجتماعي والبعد عن العزلة
- زيادة التحصيل الدراسي في الطفولة وسنوات الشباب المبكرة
- تنشيط الذهن بتعلم لغات جديدة وحفظ القصائد
- حل الالغاز والمسائل
- الحرص على علاج أمراض السكري والضغط والامتناع عن التدخين
اما بالنسبة للعلاج فكما اسلفنا اذ اكان هناك سبب عضوي مكتشف يعالج واذ الم يوجد سبب وكان التشخيص الزهايمر او غيره من الانواع المزمنة فتتوافر حاليا بعض الادوية ذات الفعالية المحدودة ويمكن اللجوء لبعض الادوية النفسية لعلاج قلة النوم والسلوك العدواني ولازالت الدراسات والابحاث قائمة للتوصل الى علاج افضل.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة.