آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:00 ص

ثقافة السلوك

محمد أحمد التاروتي *

كشفت احدى مباريات كرة القدم، بين المنتخب الياباني ودولة عربية خليجية، البون الشاسع في السلوك الفردي والجمعي، بين الجمهور الياباني ونظيره العربي، فقد أماطت المباراة اللثام عن مجموعة السلوكيات، التي يحملها كل طرف، اذ عمدت الجماهير اليابانية على إزالة، وتنظيف جميع بقايا الطعام، والنفايات، فيما ترك الجمهور اثار المعركة الرياضية، في مختلف ارجاء الملعب، الامر الذي يعطي دلالة على الثقافة السلوكية، التي يحملها كل طرف في الحياة.

خلال اليومين الماضين، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أطنانا من النفايات، ومخلفات الأطعمة، على صعيد عرفة خلال موسم الحج الحالي، اذ تكشف الصورة حقيقة السلوك، لدى بعض المسلمين في أقدس بقاع الأرض، وبالتالي فان ترك المسلم النفايات في صعيد عرفة، او مشعر منى، يمثل صورة واضحة عن البعد الكبير، بين المبادئ التي يحملها المسلم، وترجمتها على ارض الواقع، فهناك علامات استفهام كبيرة، بشأن الثقافة السلوكية، التي يحملها بعض المسلمين، في الكثير من الممارسات اليومية.

تمثل الأمثلة السابقة، نماذج على غياب الثقافة السلوكية، لدى شريحة واسعة من المجتمعات العربية، والإسلامية، فيما تجدها متجذرة في مختلف مناحي الحياة، في العديد من المجتمعات الغربية، او المتقدمة، الامر الذي يستدعي إعادة برمجة خارطة السلوك، لدى المواطن العربي والمسلم، اذ يمكن تلمس الفجوة الكبيرة، في الكثير من الممارسات اليومية، على الصعيد الفردي والجمعي، فالمرء لا يجد صعوبة، في ادراك الفوارق، فالغش المنتشر في الأسواق العربية والإسلامية، يكاد يختفي في الأسواق الأوروبية، والمتقدمة، نظرا لوجود ثقافة مغايرة تماما، فالاولى قائمة على المرواغة، والالتفاف على النظام، والثانية ملتزمة بالنظام، وتحرص على تطبيق الأنظمة، تحت جميع الظروف.

غياب الثقافة السلوكية لدى الفرد العربي والمسلم، مرتبطة بالبيئة الاجتماعية السائدة في بعض الأحيان، وانعدام المسؤولية في أحيان أخرى، وغياب المساواة في تطبيق النظام، الامر الذي ينعكس على مجموعة القيم الشخصية القائمة، بحيث تسود لغة الغش على ثقافة الإفصاح، والشفافية، في العديد من الممارسات الحياتية، بحيث تجد البعض يتبارى في ابتكار مختلف أنواع الحيل، للتهرب عن الالتزام بالنظام، في سبيل تضخيم الجيب على حساب الاخرين.

إيجاد البيئة المثالية لتكريس السلوكيات المسؤولة، مرتبطة بنوعية الثقافة السائدة، في المؤسسات التعليمية، وكذلك بخلق جيل قادر على نزع ثوب اللامبالاة، واحترام إنسانية الانسان، دون النظر الى المنصب السياسي، او المكانة الاجتماعية، خصوصا وان المحاباة مرض عضال، يسهم في إصابة جسد المجتمع بالهزال، مما يجعله غير قادر على النهوض، والوقوف على رجليه، وإعادة الروح مجددا للمجتمع، فالسلوك عبارة عن مجموعة قيم، يتم تكريسها لدى الفرد، وزرعها في ممارسات المجتمع، الامر الذي يقود الى تجذرها بشكل كامل، مما يجعلها جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث تتجلى تلك السلوكيات في المدرسة، والسوق، والدوائر الحكومية، وغيرها من الشؤون الحياتية، في المجتمع.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عبدالباري
[ تاروت ]: 4 / 9 / 2017م - 5:35 ص
تعال شوف الحجاج
اليوم في خبر أن أمانة مكة: رفع 53 ألف طن من النفايات خلال موسم الحج الحالي
لا يوجد ثقافة نظافة ولا احترام للمكان والاخرين
كاتب صحفي