توظفني عندك يا مدير؟
توقفت عند بوفية صغيرة في مجاهيل أم الحمام، قريتنا الوادعة على أطراف القطيف. كان يعمل في البوفية ثلاثة أخوة من كوكب الهند، حطت رحلتهم المكوكية في قريتنا بدل مدينة لاس فيجاس أو نيويورك في أمريكا، حيث بالعادة يتبوّأ أشباه هذه المخلوقات الفضائية المناصب العليا في الشركات كجوجل ومايكروسوفت وغيرها.
ما علينا..
طلبت سندويشتين واستمتعت بطعمهما المميز جدّاً .. كان يشبه البيض المسلوق! ويالها من وصفة سحرية.
استرقت النظر ويا لهول الصدمة، فقد كان يضيف بعض الملح والفلفل!
ما شدّني أنه يشتري في اليوم الواحد 100 كيس صامولي.
أي أنّه يعد في اليوم الواحد حتى ”زهاء“ الساعة الحادية عشر صباحاً ما يقارب الـ 800 سندويشة ثم يغلق البوفية ويذهب للبيت.
بحسبة بسيطة، دخل هذه البوفية في اليوم قريب من الـ 3000 ريال سعودي عدّاً ونقداً في اليوم!
وبحسبة عرب، البيض والطماط والصامول والملح والفلفل والملاعق وورق السندويش يكلفه تقريباً 500 ريال.
ليكون صافي ربحه 2500 ريال إلى 2000 ريال، في شهر واحد يدخل المحل 60 ألف ريال.
فلنحسم الإيجار والكهرباء والماء والهواء والغاز والتلفون والنت والسيارة والواتساب وكل ما يخطر ببالك.
بحسبة عرب مرة أخرى فلنقل 5000 ريال.
كم يتبقى لديه؟
55000 ريال في الشهر.
قسمها على موظفين اثنين تصبح 22500 الف ريال.
هذا راتب دكتور في الجامعة بالضبط.
أخونا من كوكب الهند، ليس لديه بكالوريس ولا دبلوم ولا يتكلم العربية ولا الانجليزية ولا يجيد برمجة C++ ولا يجيد عمل بريزنتيشن بالبوربوينت ولا يعرف ما هو الكمبيوتر أصلاً ولا يحتسي كوباً من القهوة ولا يتذوق الشعر ولا يبدو أنيقاً بتاتاً البتة!
فقط يجيد وضع الفلفل والملح على البيض!
تأمل
بروزوا الشهادات وأعدّوا السيڤيات واستخدموا أسنانكم وأيديكم وأرجلكم فوالله لاتصلون إلى ما وصل ولا تكسبون ما كسب.