آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:26 م

كلماته كالحِكم يجب أن تُدرس... وداعا عبد الحسين عبد الرضا

سهام طاهر البوشاجع *

ليس فناناً عاديا من جملة الفنانين وافته المنية فمات وحزن عليه محبيه وزملاء عمله وحسب بل هو العملاق الذي منذ نعومة أظافرنا ونحن نشاهده عبر شاشات التلفاز يتحفنا بالكثير من الحكايات والقصص والمشاهدات المعبرة والمضحكة والهزلية التي غالباً لا تخلو من الحكمة والطرافة والعبر ذات الدروس العظيمة

«هذا لحم مال كلب» «كل النعل يا حسين طبقة وحدة» ”درب الزلق“ فمثل هذه الجمل كانت تحكي عن عدة أمور فمن جهة أنها تحث على المثابرة على التجارة لتحسين المعيشة في ظل الظروف الحياتية الصعبة ومن جهة كانت تحكي فيما بين سطورها عن مظاهر الغش والفساد التجاري والذي قد يقع فيه بعض التجار وهاهي الأيام ومازالت تعرض علينا صور كثيرة مشابه لمثل هذه الصور فهي لم تعدو مجرد سيناريوهات مكتوبة لإسعاد المشاهد بل هي وقائع وعبر يعتبر منها كل ذي لب وفصاحة.

«بسنا فلوس يا حسين» الجملة هذه يالذات كثيرا ما كنا نرددها وقت ما يكون لدينا سعة من المال وإن تفحصناها جيدا نجد أنها ترشدنا الى أكثر طرق الاستثمار نجاحا وتحكي لنا عند مشاهدة تفاصيلها في المسلسل عن كيف للفرد أن ينجح في تجارته متى ما درس وخطط جيدا لما سيعمل به في سوق العمل.

«باي باي لندن» المسرحية الخالدة عبر الأجيال فصولها تسرد رسائل الى الشباب والحذر أثنا السفر الى البلاد الغربية وعدم الانجراف الى الشهوات أو العادات التي لا ترتبط بنا وكأنها نصيحة يقدمها لنا الراحل ولكل شبابنا المغتربين الآن والذين يحصون بالآلاف خارج البلاد إما للدراسة أو للعمل.

وفي «سيف العرب» من المشاهد الكثيرة التي ضحكنا عليها إلا أنها كانت تضج بما يؤلمنا هذه الأيام من تفرقة بين الأشقاء وخيانة الأوطان وظهور شرور وفسوق الجماعات عن ولاة الأمر وشق عصا المجتمع العربي والمسلم.

نعم إنه كان مدرسة في حياته ولا يشك الكثير بأنه كان مدرسة أيضا بعد مماته فهاهو يثير جدلا كبير لتغريدات انتشرت في الأوساط العامة وقف ضدها الكثيرون وحتى الجهات الرسمية دفاعا ليس فقط عن شخصه العظيم وعن مواقفة النبيلة وعن روحه المعطاءة بل دفاعا عن الحقوق الإنسانية وعن الطوائف التي ينتمى «أبو عدنان» رحمه الله الى أحدها.

فسبحان مسبب الأسباب فموت إنسان ربما يصلح أمرا كان في النسيان ويظهر شيء يقرب أبناء المجتمع وما أحوج المجتمع الى هذا التقارب في ظل الهجمات الشرسة عليه من شياطين الطمع والجشع والحقد والكراهية والعصابات التي تريد أن تمزق الأمة وتودي بها الى الحروب الطاحنة والانتهاكات المريعة وبالتالي الى الفرقة ودخول الغرباء بينها، مات ولم الشمل بموته هكذا هم العظماء يعيشون ويموتون ببريق لا ينطفئ أبدا. رحمك الله يا عبد الحسين عبد الرضا.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز