آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

الميرزا أيقونة الحب

وديع آل حمّاد

أبا ميثم لقد استعجلت الرحيل وفارقت الأحبة خلسة.

إن قلوب من أحبوك يعتصرها الألم على فراقك، كيف لا يعتصرها الألم وتعيش لوعة الفراق، وهي تفقد إنسانا عزيزا يشع ضياؤه على الآخرين بجميل صفاته وحسن خصاله ونبل مزاياه وروعة مآثره.

لقد ملكت الآخرين وأسرت نفوسهم بسعة صدرك ونبلك وجودك وعطائك.

نلت منحة ربانية لا ينالها إلا من ارتقت نفسه نحو السمو ألا وهي التواضع، حتى بات التواضع سمة من سماتك لا تنفك عنك وأمر لايختلف عليه اثنان بارز للعيان.

تواضعك اتصف بالعفوية الطبيعية الذي لا يشوبه تصنُّع أو تكلف صادر من جمال ذاتك وحسن معدنك وطيب أصلك. يشعر به الصغير والكبير والغني والفقير على حد سواء.

أبا ميثم:

الإنسانية ليست مفهوما تنظيريا بل هي واقع عملي جسدتها بسلوكك وعلاقاتك الاجتماعية. فكل من عاشرك وعرفك لمس إنسانيتك الحقة.

قد فتشت ونقبت في مفردات قاموسك، فلم أجد سوى تلك المفردات الرائعة البارزة التي زينت بها مسيرتك طوال حياتك، وهي: الحب، الإخلاص، الوفاء، التواضع، الابتسامة، التواصل، الكرم، الجود، العطاء، عشق آل البيت . وهل هناك أجمل من هذه المفردات تكوينا ودلالة؟

أبا ميثم:

بادلت الناس أحزانهم وأفراحهم، لا على سبيل المشاركة الصورية أو تحقيقا لمقام اجتماعي تصبو إليه، بل لشعورك العميق بأنك واحد منهم وفيهم، ما يفرحهم يفرحك ومايحزنهم يحزنك.

أبا ميثم:

لقد سبقك في هذا الطريق الكثير، وبعضهم قد تركوا فراغا برحيلهم، إلا أنه لم يتعد أهله وأسرته، أما أنت برحيلك قد تركت فراغا شعر به غير أبنائك وأخوانك وأقربائك عدد هائل من أصدقائك ورفقائك ومحبيك من أفراد مجتمعك. لقد أيتمت بفراقك كل من عرفك وعاشرك على اختلاف فئاتهم وأعمارهم.

أيها الميرزا:

لقد حفرت لك مكانا في قلوب محبيك بمأثرك النيرة وذكراك العطرة. مأثرك ستكون راسخة في نفوس الجميع، إذ ليس من السهولة بمكان نسيانها أو التغافل عنها.

أبا ميثم:

بودي أن أسألك عن سر رحيلك السريع عمن تبادلهم الأنس في اللقاء. هل عجلت المسير نحو جدتك الزهراء وجدك الحسين ؟ نعم، ليس بخاف علينا عشقك وحبك لآل البيت، فهم تراتيل عشقك وأيقونات حبك. جمع الله بينك وبين من همت في حبهم عشقا وذوبانا وجودا وعطاء.

وفي الأخير لا نقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا

قوة إلا بالله العلي العظيم.

رحمك الله يا أبا ميثم، والفاتحة لروحه.