تفاهة الشعب
ونحن نعيش في زمن سيطرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي على مختلف جوانب حياتنا بحيث لم يبقى من لايستخدمها مهما كان مستواه الثقافي والتزامه الديني وعمره البيولوجي فقد كشف ذلك عن تفاهة في التفكير وسطحية في السلوك.
ويعتقد البعض أن تلك الوسائل ادت للتفاهة لكن الصحيح هو أنها قد كشفت عنها واعطت مساحة لظهورها وليس العكس.
كما انها بينت أيضا عن حالة من التباهي وحب الظهور ولفت الانظار بشكل غير مسبوق حتى انني سمعت أن البعض يسافر لا للترفيه كما يتبادر لكن فقط للتصوير والنشر.
في الماضي وقبل التطور التقني لم يكن بامكان من لا يمتلك أدوات التعبير والظهور أن يعبر ويظهر سوى ضمن الوسائل الرسمية المتاحة وضمن ضوابط وشروط ومعايير تضعها الجهات المختصة وقد كان هناك من يشتكي من عدم اعطائه الفرصة رغم قدرته بسبب قيود اعلامية وثقافية وسياسية ومحاذير أمنية اما الآن فلا يسع المرء سوى ان يسميه فوضى بكل ما للكلمة من معنى فكل من هب ودب جاهلا أو مثقفا موهوبا أو دخيلا يجيد المجال الذي اقتحمه أو لا يملك مقوماته او لا يملك.
صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي اتاحت مساحة من الحرية للحديث عن أمور كانت محظورة لكن حتى ضمن تلك المساحة الغالب هو اما البذاءة في القول أو التفاهة في التعبير.
في البداية ظهرت المحادثات الالكترونية ضمن البرامج والمنتديات المختلفة والمواقع الثقافية المتنوعة وللامانة بعضها كان رزينا ومفيدا ويحكمه ضوابط لكن مع مرور الزمن ومع تلاشي تلك الوسائل وصيرورتها بدائية واستحداث وسائل أكثر تطورا انفلتت الامور لما لايعقل وان كانت بعض تلك الوسائل تعمد لتطبيق معايير معينة كي تحد من الاساءات والبذاءات وترويج التطرف والاباحية لكن لا يزال تأثيرها محدودا.
كما أن بعض الحكومات وعبر أذرعها التنفيذية المختلفة تلاحق مروجي الافكار الهدامة للاخلاق والمرسخة للتطرف ومع بعض التعاون من الغيورين الذين يبلغون عنها حدت من عدد منها لكن ومع صعوبة السيطرة يبقى الوضع مخيفا والواقع يثير الاشمئزاز ويحتاج لتكاتف ذوي البصر والبصيرة من الناس.