آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:00 ص

كن إيجابيا

رضي منصور العسيف *

ما أكثرها من مشاكل وهموم وضغوط في الحياة،...

ما أن تبدأ يومك حتى تنهال عليك الأخبار... هنالك حرب هنالك أمراض فتاكه، هنالك سرقات، هنالك... يا له من عالم محبط... تذهب للعمل وإذا برئيسك قد أوكل لك مهام ليست من تخصصك وليس لك أي علاقة بها... وإذا بزميلك في العمل قد تغيب وأنت تتحمل أعماله المتعطلة... يا لها من ضغوط... تقف تنظر هنا وهناك... إلى متى أصارع هذه الضغوط... تطلب إجازة للراحة والبقاء مع عائلتك فيأتيك الرد... الإجازة في هذا الوقت مرفوضة لأن عدد كبير من الموظفين في إجازة ويجب أن تبقى...

ماذا تعمل؟

نحن بحاجة إلى تبديل هذه النظرة إلى أخرى... من نظرة الحزن والضغوط والسلبية والتشاؤم إلى نظرة أكثر إيجابية.. نحن بحاجة إلى صناعة أجواء إيجابية تبدد هذه الغيوم... تبدد هذا القلق...

ذات يوم عدت من العمل وكنت متعباً جداً... وقد لاحظت ابنتي ذلك... دخلت الغرفة وإذا بها خلفي.... خاطبتني بابا أريدك أن تشاهد معي هذا المقطع أنت تحبه كثيراً. 

فتحت اليوتيوب.... مقطع من مسلسل درس خصوصي للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا... وما هي إلا لحظات وإذا بي أضحك مع ابنتي... دخلت علينا زوجتي متعجبة من هذا الضحك... فقالت: في كل مرة نراك زعلان نعرض لك مقطع من مقاطع عبدالحسين.

نعم عبدالحسين عبدالرضا رجل قامة رجل صنع لنا الكثير رجل رسم الابتسامة على ملامح الكثيرين منا.... وبعمله هذا أجده بث روح الأمل والبسمة وروح الإيجابية في العالم العربي.

لا أخفي عليكم أن أعماله الجميلة كانت مبعث للروح وتبديد الملل والكسل في النفوس.

الإيجابية والتي تعني تلك الطاقة الجبارة، التي تتولد لدى الشخص وتملأ عليه كيانه؛ ومن ثم تدفعه للعمل الجاد الدؤوب، من أجل الوصول إلى الهدف، متخطيًّا كل العوائق، ومحطمًا كل الحواجز التي تعترض طريقه.

والإيجابية بما تعنيه من عمل يمنع الكسل، وحيوية تُقصي الخمول، إنها عطاء ليس له حدود، وارتقاء فوق كل السدود، ومبادرة لا تكبلها القيود.

كل هذه الإيجابية أجدها في أعماله الفنية ولا أبالغ في ذلك. 

في أعماله هنالك كلمات خلف السطور... هنالك حكم... هنالك علاجات لقضايا كبرى مرت على المنطقة وقد عالجها بعلاج جميل... بعلاج النظرة الإيجابية.

لذلك لنأخذ درسا جميلا من هذا العملاق وليكن شعارنا «كن إيجابياً متفائلاً وابعث البشرى لمن حولك».

كاتب وأخصائي تغذية- القطيف