آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

ميرزا عون... نهر العطاء يجف!

محمد أبو زيد

يفاجأنا الموت في كل يوم فيخطف من بيننا أعز من نعرف ومن نحب..

في غفلة يغيب أحبابنا ويتساقطون بين ايدينا كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف... فنشعر أن الدنيا تنكرت وتغيرت وأدارت وجهها الجميل لتُرينا جانبها الآخر المخيف ووجهها الحقيقي الموحش والمرعب!!

الأخ والصديق الوفي والقريب الحبيب للجميع الوجيه الحاج ميرزا عون المختار.. هو من أختاره الموت في هذه الليلة المظلمة على حين غره..

برحيله المفجع وغيابه الممض... سوف تغيت شمس الابتسامة العذبة، ويجف نهر العطاء والبذل، ويذبل غصن الخلق النبيل، ويتوارى تاريخ جميل من الذكريات الممرعة والمترعة!!

على مدى عقود من الزمن حول بيت والده العتيق الى فضاء يتسع لكل الناس ويستوعب كل المناسبات..

لا يحتاج احد الى دعوه منه ليحضر.. فالقادمون هم ضيوف أهل البيت ”“ وهو من عاهدهم بأن يجعل ماله ووقته وجهده مبذول من أجلهم وعلى محبتهم!!

عجيب سر هذا التوفيق الالهي الذي حظيت به يا أبا ميثم... أكاد اجزم ان أحدا

من أرباب المأتم في جزيرة تاروت وربما في غيرها لم يحظَ بمثل ما حظيت به من عناية وتسديد وتأييد مع انك لم تكن الأكثر ثراء، ولم يكن مأتمك الأكبر مساحة فكيف كان يستوعب كل هؤلاء الوافدين؟

الآن فقط بدأت ادرك أن ثمة سر خفي علينا، وأن ثمة يد من وراء ستار الغيب منحتك كل هذه البركة في الرزق والوقت والمكان والامكانات، فلم تضق ذرعاً بكثرة عدد الضيوف... كما ان المكان المتواضع في حجمه لم يضق يوما بهذا العدد الكبير المتزايد في كل مناسبة وكل عام..

أياديك البيضاء امتدت لتستوعب كل مجالات البذل والانفاق والعطاء... فلم تخشَ إملاقاً، أيقنت بالخلف فجدت بالعطية... وتلك سمة من ملكوا المال ولم يملكهم، وهم الأقلّون عددا!

بحق أقول ”والله عليّ شهيد“ إن فقد أمثال هذا الرجل المخلص والمحسن والموالي والخادم لاهل البيت ”“ والباذل ماله وجهده من اجل تشييد الشعائر والمناسبات الدينية والاجتماعية... خسارة كبيرة لكل من عرفه وأحبه وأنس بمجالسته ومجاورته وصحبته..

المصاب في فقد ابي ميثم جسيم وأليم ومفجع وأكبر من كل كلمات الفقد وعبارات التعزية..

فإنا لله وإنا اليه راجعون!