الوعد بالجنة..
على خشبة المسرح وقف عملاق الفن وعرّاب الكوميديا عبدالحسين عبدالرضا ليودع رفيق دربه سعد الفرج في مشهد لم يكن مؤثرا في حينه كما هو مؤثر الآن، وقف ليودع خشبة المسرح التي طالما صال وجال كفارس يكر فيها ولا يفر ويقبل عليها ولا يدبر.
عبدالحسين عبدالرضا هذا الإنسان حكاية ابتسامة ومنظر سعادة وقصة فرح حيكت لتسعدنا ووجدت لتضحكنا، رحل عبدالحسين عبدالرضا مخلفا وراءه إرث كبير وصدقة جارية من الإبتسامات والضحك ليستفيد منها كل من اعتلاه الهم والغم في معترك الحياة.
عبدالحسين عبدالرضا قلب الكويت النابض بالسعادة والباعث للإبتسامة ليس للكويتيين فحسب إنما ذلك القلب كان كريما ليمد شراينه وينشر السعادة في كل الخليج والوطن العربي الكبير.
عبدالحسين عبدالرضا أيقونة الفن الأصيل الذي اجتمعت على حبه مختلف الأجيال حتى صغار هذا الجيل فلا تندهش حين ترى الصغار يتابعون بعمق عبدالحسين عبدالرضا، كيف لا وهو يمثل ذلك الفن الذي لا ينتهك عالم الطفولة، ولا تخشى على الصغار منه كبقية المسلسلات الهابطة.
عبدالحسين عبدالرضا حالةإنسانية خاصة ومتفردة كسب حب الناس واكتسح بيوتنا ولا عجب أن تجد كل هذا الحزن في الخليج فكلنا ندعي وصلا لعبدالحسين وهو من سلكنا معه درب الزلق وسعينا مع قصده للخير وعشنا معه تلك الأدوار التي يؤديها بمشاكساته المحببة وطرائفة الرائدة في الحيالة وغيرها..
واقعا من النادر أن نرى اجتماع الناس على حب رجل كما اجتمعت على حب عبدالحسين عبدالرضا، وهذا لم يأتي له من فراغ، فلا شك أن الفنان عبدالحسين كان أنموذجا للتعامل الأخلاقي والمهني فالدين المعاملة.
عبدالحسين عبدالرضا لم يكن رجل دين ولا واعظا على منابر الجمع بالفعل، ولكنه كان داعية بالفن، دعا إلى المحبة من منبر المسرح وأحب أن يشيع الخير من شاشة التلفاز، انتقد مساوينا بالطرفة لذا أحبته الناس لمّا وجدته يعبر عن هموم الحياة وتطلعاتها.
رحمك الله يا عبدالحسين وأسأل الله العلي القدير أن يسعدك في جنانه كما أسعدتنا في دنياه ورسمت على شفاهنا البسمة والبهجة، يوم رحيلك يا أبا عدنان يوم بكت فيه الكوميديا عليك يوم نكست فيه السعادة راياتها، يوم اكفهرت فيه وجوه الإبتسامات، في رحمة الله رحلت ونزلت إيها العملاق السعيد، وإلى جنان الخلد إيها الخالد فينا.