آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

تعاطي المخدرات نتيجة حتمية للانتحار

عباس المعيوف *

للدين دوراً حيوياً لاستقرار النفوس والحد من هيجانها ضد الصدمات النفسية والاجتماعية ولربما ظاهرة مثل الانتحار تكون أصابع الاتهام في المقام الأول تعود للأسرة، فهي النواة التي من خلالها تزرع القيم الإنسانية والدينية، ويرى عالم النفس التحليلي فرويد إلى أن الانتحار هو توجيه العدوانية الكامنة بالشخص ضد ذاته، أي أن هناك أزمة نرجسية يعاني منها الفرد تتجلى في اضطراب التوازن عنده بين العالم المثالي المنشود والعالم الواقعي المعيش.

بالمجمل ظهور مثل هذه الحالات في المجتمعات الإسلامية هو ناتج من الابتعاد عن الله وعن المنهج النبوي وعدم الالتزام بالقوانين والأعراف والتمرد على الفطرة السليمة، وقد يكون المناخ العالم للمنزل أرضية خصبة للانتحار فمتى ما غاب ذكر الله في منظومة بناء الإنسان المسلم كان عرضة بكل تأكيد لمثل هذه الظواهر المؤلمة. بحكم أننا مجتمعات إسلامية في بفضل من الله النسب أقل من الدول الغربية، حيث تتصدر الدول الاسكندنافية السويد والدنمارك والنرويج الأعلى من حيث النسب. أما الدول الإسلامية في حسب منظمة الصحة العالمية لعام 2016 فتتصدر السودان وبعدها جيبوتي والصومال والمغرب.

وللعلم فإن الرجال أكثر من النساء انتحاراً، حيثُ تزيد معدلات الانتحار عند الرجال مقارنة بالسيدات بمعدل 3 أضعاف بينما تزيد معدلات محاولات الانتحار التي لا تنتهي بالقتل الفعلي عند المرأة مقارنة بالرجال، وأعتقد أن الدور المناط بالعلماء والباحثين هو الإسهام في الحد والتقليل لمثل تلك الحالات باتباع التالي: سرعة علاج فكرة الانتحار بعرض صاحبها على أخصائيين نفسيين وإدخال جو من التفاؤل والحب والأمل في التغير نحو الأفضل والمراقبة بهدوء وبلطف للمصاب ودراسة الأسباب وراء هذه الظاهرة في المجتمع الإسلامي وتصحيح النظرة على أن لله خلقنا ليرحمنا لا يعذبنا.

اختراق المجتمع بواسطة المخدرات تغير من ناحية المضمون والشكل فهناك العشرات من الطرق لتمريرها، حيث تعلب مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك تويتر سوق خصبة لتداول المخدرات بشتى أنواعها تحب أسماء وهمية ورياضية وتعليمية وبالتالي عدم مراقبة الأسرة لأبنائها بشكل دوري ومستمر يعرضوهم بكل تأكيد للوقوع في تللك المواقع، لقد أصبح التواصل مع الغرب عبر التواصل الاجتماعي سهلاً فذوبت المفاهيم والعادات والتقاليد تحت مسميات براقة وحداثية بغيت مواكبة الغرب والانبهار من حضارته متناسين القيم الاخلاق الحميدة، كلما تحصن المجتمع ثقافياً وسلوكياُ وقيمياً كان سداً منيعاً لمواجهة لظاهرة المخدرات والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى ما هو أسوء من التعاطي ألا وهو القتل والاعتداء والسرق وتهديد الغير ونشر الذعر والخوف داخل المجتمع.