كلمة وفاء في شهيد العطاء
إن المجتمع الوفي هو الذي يحرص ويقدر ويعتز برجاله المخلصين ويكرمهمٌ ويعترف بقيم مبدعيه.
وإذا كنا اليوم أمام لحظة تذكر الحقيقة التي لا بد أن يصل إليها كل مخلوق.
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ﴾. [آل عمران: 3/185].
وأمام حقيقة الإنسان الذي يجهل ساعة رحيله فإنّ العاقل من يعمل لها ليترك أثراً من خلاله يدعى له ويستمر ذكره من بعده.
وإننا اليوم أمام واحد من رجالات البلد رحل بجسده وبقيت آثاره تدل عليه يذكرها الناس من بعده ليستمر أجره وثوابه وفضله وتضحيته من أجل أهله.
إنه الشهيد أبو عادل.
فكانت الأرض الذي أحبها والتي إحتضنت دمه.
أعطى أبا عادل رحمه الله البلد أغلى شيء في الوجود ويجب أن تبادله العطاء بالعطاء والمحبة بالمحبة.
عملنا معاً في اللجان المختلفة خلال هذه الأزمة، مؤمنين ومعتقدين بواجب خدمة أهلنا.
وقد آمن الشهيد رحمهُ الله بالعمل الإجتماعي وأخلص فيه إيما أخلاص وعبر لجان عديدة دون كلل أو ملل.
كما آمن بالعمل الواعي المنفتح على الجميع، يعمل مع الكبير كأخ والصغير كأبن دون تعنت وتعصب لرأيه.
وإن العمل الذي لا يخدم الإنسان كإنسان هو مجرد ترف لا قيمة له.
أيها السادة نتذكر ونذكر سيرة الشهيد أبا عادل لأننا مجتمع يكثر فيه الوفاء لرجالنا ومن قدموا لنا كل جميل وفعل حسن.
نتذكر الشهيد أبا عادل لأننا نعرف قيمة الرجال.
فالويل لمجتمع يخزى فيها العاملون ويقدر فيها التافهون.
رحمكٓ الله يا أبا عادل، وإن شاء الله، وبصدق منكٓ، سيكون لكٓ العمل الذي لا ينقطع وهو خدمة المؤمنين عبر مسيرة طويلة من العمل الدؤوب وهو كثير كثير...
في النهاية:
اذكروا من عندكمٌ من الرجال
الذين ينفعونكمٌ في الشدائد
ودوّنوا أسمائهمٌ في جريدة
لئلا تنسوهمٌ، ونوّهوا بهمٌ عند
كل سانحة، واحرصوا عليهمٌ
حرصكمٌ على أعز عزيز