أخصائي: سؤال الطفل يغذي الحاجة للنمو المعرفي واكتشاف الحياة
أكد الأخصائي حسين الناصر الحاصل على درجة الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، أن السؤال لدى الطفل يغذي لديه الحاجة للنمو المعرفي من أجل اكتشاف الحياة، وليس من باب المعلومات فحسب.
وذكر بأنه يمر أثناء نموه بتغيرات كثيرة، وربما يعتقد الكثير أن التغيرات تحدث على مستوى الجسم فقط، لكن الحقيقة غير ذلك، موضحًا أن النمو الجسمي هو أحد أنواع النمو التي تحدث للطفل ومنها النمو الاجتماعي والنمو العقلي.
وقال: ”أن الأسئلة قد تكون في نظرنا لا قيمة لها وربما تشير إلى مشكلة ما عند الطفل، إلا أن الأمر واقعًا ليس كذلك“، مشددًا على أهمية الإجابة على أسئلته وعدم تجاهلها أو التغاضي عنها.
وقال: ”علينا أن نعي بأن الأسئلة مرآة الطفل نحو العالم، وطريقه للتعلم“.
وطالب بعدم التذمر من كثرة الأسئلة والتهرب من الإجابة عليها، مع مراعاة سن الطفل ونموه المعرفي، وتحديد المرجعية الصحيحة للإجابة، مبينًا أن الغاية في ذلك بناء الثقة في ذات الطفل.
وحذر من انتقاد الأسئلة مهما كان نوعها وطبيعتها ومحتواها، والتذكر دائمًا أن إدراكنا مختلف عن إدراك الطفل، ناصحًا بالاستفادة من الصور والبرامج الحديثة للإجابة على الأسئلة.
ونوه إلى أن سؤال الطفل الأسئلة المحرجة، مثل ”أنا من وين جاي“، ناصحا بعدم التهرب من الإجابة عليها أو الصراخ والغضب واتهام الطفل بقلة الأدب، بل على الوالدين أن يتحملا مسؤولياتهما في الإجابة، وقد تبرز هنا حاجة للرجوع للمختصين، طلبًا للمساعدة.
وأفاد أن كثرة السؤال تعد مؤشرًا على المعرفة واكتشاف العالم، مستفهمًا من منا لا يرغب بالمعرفة واكتشاف العالم من حوله.
وأجاب: ”إن قنواتنا ووسائلنا للحصول عليها مختلفة عن هذا الطفل الصغير، الذي هو محدود بنمو معرفي“، مؤكدًا على النظر لكثرة السؤال على أن الأساس فيه نفسي ونمائي، وفيه تغذية للفضول، وتقدير الذات.
وأشار إلى أن الإجابة على أسئلة الطفل، تغنيه عن الذهاب لمصادر أخرى قد لا تقدم المعلومة بطريقة صحيحة وربما تستغل الطفل استغلالاً سلبيًا - لا سمح الله -.
ودعا الوالدين إلى تشجيع طفليهما على الاكتشاف والبحث ومشاركته في ذلك، بهدف الوصول للإجابة والتدريب على الطرق الصحيحة في ذلك.
وقال: ”أسئلة أطفالكم أمانة، فأدوا إليهم الأمانة“.
وذكرت غالية المسلم بأنها لا تتحمل كثرة السؤال من ابنتها، خاصة أن غالبيته لا فائدة فيه ومكرر.
وبينت أنها تلجأ إلى العصبية والصراخ، لوجودها في حالة لا تعرف كيف تتصرف فيها، وقالت: ”فعلاً نحن، كأمهات نحتاج إلى طريقة لإقناع أولادنا وبناتنا، بأن هذه الأسئلة غير مفيدة“.
وبينت جيداء عبد العزيز بأنها تحاول بقدر الإمكان احتواء أطفالها الثلاثة وإشباع فضولهم من ناحية الأسئلة.
ولفتت إلى أن أن بعض الأسئلة لا يكون لديها أجوبة كافية أو لغة، تتناسب مع أعمارهم، والبعض منها محرج جدًا، لذا تضطر إلى السكوت وعدم الإجابة، حتى يذهب السؤال إلى النسيان.
وذكرت شريفة أحمد، أنها تسعد كثيرًا حين يسألها ابنها عن أي شيء وإن كان غير مفيد، لعلمها بأن ما وراء السؤال ثمة ذكاء يدل عليه.
وقالت: إن الطفل يتحسس عالمه باللمس في بداية حياته، لينمو ويستشعره ويتعرف عليه من خلال السؤال، متعجبة من استياء الأمهات، لكثرة السؤال لدى الأطفال.
وقالت: إننا نحتاج إلى القراءة في الكتب التربوية، كذلك التواصل مع الأخصائي النفسي والتربوي والأسري، لنتعلم منهم الطرق الصحيحة في التعامل معهم وكيفية الإجابة على أسئلتهم المفيدة وغير المفيدة.