لماذا ننسى رموزنا الوطنية؟
تُفاخر الأمم والشعوب والمجتمعات بما تملك من رموز وشخصيات وأيقونات ملهمة، ساهمت في تشكيل وعيها ووجدانها وثقافتها، وصنعت ملامح تاريخها ونجاحها وشهرتها. وتكاد لا تجد ناصية أو شارعاً إلا وقد ازدان بصور ومجسمات تلك الرموز، كما تنتشر المراكز والمؤسسات والمتاحف في كل المدن والقرى، والتي تُخلّد ذكراهم وآثارهم باعتبارهم كنوزاً وطنية لا تُقدر بثمن ومظاهر جذب للسواح والزائرين، كذلك تتزاحم أرفف المكتبات بالمؤلفات والدراسات والأطروحات التي توثق مسيرتهم ونبوغهم، تماماً كما تتسابق وسائل ووسائط الإعلام المتعددة التقليدية والحديثة في صناعة الأفلام والبرامج والمهرجانات التي تُسلط الأضواء على أولئك العظماء.
تلك الثقافة الرائعة التي تُمارسها المجتمعات الغربية والشرقية تجاه رموزها ومصادر فخرها، تمطرنا بوابل من الأسئلة الموجعة التي تتوحد في هذا السؤال الكبير: لماذا ننسى رموزنا الوطنية؟
إن ثقافة الشكر والتكريم والتقدير، لغة إنسانية رائعة وقيمة حضارية ملهمة ولفتة مجتمعية ذكية، وهي إعادة بعث أنيق لكل تلك الإسهامات والتضحيات والإنجازات التي قام بها جيل الرواد الأوائل من رجال ونساء، وهي حالة متقدمة من العرفان والإكبار والتثمين لكل ما تحقق من تطور وتقدم وازدهار لهذا الوطن العزيز على يد طبقة ملهمة من الرموز والأيقونات الوطنية.
لقد بنى أولئك الرواد الأوائل في شتى المجالات والقطاعات، القواعد الأساسية التي شكّلت البدايات الأولى لنهضة هذا الوطن العزيز، في ظروف ومناخات واعتبارات صعبة للغاية، وتحملوا من أجل ذلك الكثير من المعاناة والصعوبات والمواجهات.
إن قوائم المجد والفخر والإلهام التي تزدحم بالرموز والرواد والمبدعين والمنجزين السعوديين في كل المجالات والقطاعات، تستحق أن تُفرد لها صفحات الإلهام، وتستحق أن تُعلن في كل فضاءات المجد.
جيل الرواد والأوائل من السياسيين والمثقفين والأدباء والشعراء والفنانين والرياضيين وغيرهم في قوائم المجد الوطنية، آن لهم أن يسكنوا في سجلات الخلود وسماوات المجد، وأن ننفض عنهم غبار الإهمال والنسيان.
الأوائل من السعوديين والسعوديات، من كل المكونات والتعبيرات، نسجوا حكاية هذا الوطن الجميل، وقدموا التضحيات والإسهامات الكبيرة والكثيرة من أجل رقي وازدهار هذه الأمة التي نفخر بها.
ونحن نعيش عهداً جديداً وفق رؤية طموحة، بوصلتها مثبتة باتجاه سعودية المستقبل التي تستحق أن تكون في صدارة المشهد العالمي، لتبدأ انطلاقتنا الثابتة والحقيقية بتكريم وتقدير وتخليد رموزنا الوطنية الملهمة التي صنعت أمجاد الوطن.
تكريم الرواد الأوائل من السعوديين والسعوديات، تحفيز ملهم ورسالة ذكية للأجيال الفتية التي يجب أن تشعر بالفخر والإعجاب بوطن يعشق تخليد رموزه.