هل يمكن أن تكون أم المعصوم يهودية أو مسيحية لم تسلم؟
ارسل لي أحد الأخوة هذه التغريدة لطالب علم يقول فيها:
الأم يهودية والأب مسيحي والبنتان مسلمتان وهو أمر يمضيه المشرع الأسلامي فبعض أئمة أهل البيت كانت أمهاتهم غير مسلمة وينقل التاريخ اسلامهن.. لكنه ساكت عن أسلام بعضهن
مارأيك بكلام طالب العلم؟
تعليقي حسب علمي على كلام طالب مايلي:
مقدمة:
مطلب عقدي مهم
هل يجب أن يكونا والدي المعصوم مسلمين مؤمنين بالله وبخاتم أنبياءه أم لا؟
المتفق عليه عند جمهور الأئمامية نعم يجب أن يكون ذلك والدليل حسب نظري قوله تعالى
﴿وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرينَ﴾ [آل عمران: 85]
فالآية صريحة فيمن يبتغي غير الأسلام دينا
وكذلك قوله تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَلا تُبطِلوا أَعمالَكُم﴾[محمد: 33]
فعدم الأيمان برسول الله ﷺ يبطل العمل فكيف يتزوج المعصوم ممن تنكر نبوة النبي الخاتم
وقالت سيدة النساء في خطبتها الفدكية مخاطبة القوم
﴿فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾.
كذلك في الزيارة:
«لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ الله يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلابِ كُلِّ مُطَهّر وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ المُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمْ الجاهِلِيَّةُ الجَهْلاُ وَلَمْ تُشْرِكْ فِيكُمْ فِتَنُ الاَهْواءِ. طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ.»
واختم بقول الله عز وجل:
﴿إِنَّ الدّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسلامُ وَمَا اختَلَفَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بَغيًا بَينَهُم وَمَن يَكفُر بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَريعُ الحِسابِ﴾[آل عمران: 19]
الشاهد فيما اوردنا سابقاً يؤصل لمبدأ محكم وليس متشابه أن غير الأسلام لا يقبل عند الله سبحانه
1 - هل من المعقول أن ينكح المعصوم زوجتاً تحمل في أحشاءها أمام معصوم آخر ولا تكون مسلمة وقد قرأنا الآيات كيف توجب الأسلام فيها؟
ألم تقرأ رواية ينقلها أبن عباس عن رسول الله ﷺ
أن قريشا كانت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بالفي عام يسبح ذلك النور.... فقال رسول الله ﷺ: فأهبطني الله.... في صلب آدم.... ثم لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة، حتى أخرجني من بين أبوي لم يلتقيا علي سفاح قط، ويشهد لصحة هذا الخير شعر العباس في مدح النبي ﷺ المشهور.
ابن كثير - السيرة النبوية - باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف
الجزء: «1» - رقم الصفحة: «195 / 196»
وهو ينقل من اصلاب طاهره إلى أرحام مطهرة
وكذلك في خطبة الحسين في يوم الطف حينما قال ألا وإنّ الدعي بن الدعي يعني ابن زياد قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية... الخ»
فهل تكون الحجور التي طابت وطهرت غير مسلمة؟
وسؤال أخر هل زودتنا ياسيد عن بعض أمهات المعصومين الذين سُكت عنهم؟ على فرض وجودها وأنها تخالف الأدلة الصريحة والمحكمة أم سنقلد غيرنا حينما قالوا أن ابوي الرسول ﷺ وعمه ابي طالب ماتوا كفاراً.
ألم تقرأ في الزيارة الأمام الحسين
«أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، طَهرتَ، وطهرت بك البلاد، وطهرت أرض أنت فيها، وطهر حرمك» مفاتيح الجنان، للشيخ عباس القمي ص439.
فهل يكون طهر طاهر مطهر لا يؤمن بالنبي الخاتم ويحمل في احشاءه المعصوم مالكم كيف تحكمون
ارجوا من طالب العلم أن يراجع حساباته في هذا القول ونسأل من الله السلامة في الدين والدنيا أنه ولي ذلك.