جريمة الحواجز الجانبية للطرق
في السبعينات والثمانينات كانت الشوارع في القطيف تزدان بتلك الحواجز الحديدية الجانبية للطرق، فعند كل منحى أو مرتفع للطريق تجد تلك الحواجز الحديدية على جانبي الطريق كي تحمي مستخدمي الطريق والمركبات عند وقوع أي حادث لا سمح الله أو تقلل حجم الخسائر على اقل تقدير.
اليوم وبالرغم من وجود المرتفعات والجسور والمنحنيات الكثيرة الناتج بعضها عن أخطاء هندسية في تصميم بعض الشوارع إلا أنه يبدو أن هناك قراراً ما - لا نعرف على أي مرتكزات ارتكز - قرر عدم الحاجة إلى تلك الحواجز، إذ ان تلك الحواجز لم نعد نراها ولا تستشعر العين وجودها، باستثناء تلك التي ظلت صامدةً من تلك الحقبة وبدون صيانة ايضا. نشاهد الآن - كمثال - بعض الحواجز الاسمنتية الجميلة على جسر شارع الرياض الذي تأخر افتتاحه - حينها - بسبب عدم تركيب حواجز الحماية الجانبية - حسب المتطلبات النظامية - لكنها وللآسف لم تكن حواجز حماية حقيقية، بل هي اكسسوار جمالي للطريق تم تسميتها حواجز حماية للوفاء بالمتطلبات النظامية!، وقد شهد هذا الجسر عدة حوادث مؤسفة لم يكن لذلك الحاجز الاسمنتي الجميل أي دور في الحماية، منظرها الحالي المرقع يؤكد ذلك.
من الذاكرة - لا توجد إحصاءات - التي تختزن العديد من الحوادث المميتة، زادت الأخطاء الهندسية للطرق وزادت الحوادث تباعاً، وزادت الخسائر في الأرواح والممتلكات بسبب أو كأحد الأسباب هو عدم وجود تلك الحواجز الجانبية عند المنحنيات ونهايات الطرق، والاستنتاج المؤسف هو أن بلدية القطيف - وليس كل البلديات - لم تَر - إلى الآن - أن هناك حاجة لوجود تلك الحواجز، أو لعل اللجنة المشكلة من المرور والبلدية لم تصل بعد لتقرير أهمية وفعالية وضع تلك الحواجز للحماية.
حواجز الحماية للطرق هي فقط إحدى ادوات الحماية لمستخدمي الطريق، إضافة إلى الإشارات الإرشادية ومسارات المشاة والطلاء ولا ننسى طبعاً سلامة الطريق نفسه هندسياً وجودة التنفيذ.
لسنا في مجال مقارنة أو مفاضلة، فلا شك أن لجمال الطريق أهميته الكبيرة لمستخدمي الطريق وهو عنوان للمدينة ويعكس مستوى أداء البلدية المشرفة على الطرق، لكن جمال حواجز الطرق ليس له علاقة بالمهمة الرئيسة للحواجز وهي الحماية فقط. نحتاج ملاحظة النواحي الجمالية في كل أعمال ومستلزمات الطرق - وكل شيء تقريباً -، لكن لا ينبغي أن يكون هذا الجمال على حساب المهمة الرئيسية، فمصابيح الإنارة في الشوارع قد تكون جميلة ومميزة جداً، لكن إذا كانت تلك المصابيح لا تعمل، يصبح هذا الجمال كارثة.
بالطبع هناك حواجز جديدة أجمل من تلك الحديدية لكنها ليست للحماية بقدر ما هي اكسسوارات جمالية للطريق يحسبها الناس انها للحماية ولا تحركها الرياح.