آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

المجلس البلدي كونوا زهورآ في البستان

أحمد منصور الخرمدي *

أعزائي من قراء كتاباتي الوطنية والاجتماعية المتواضعة، أعود لألتقي معكم بعد غياب هو ليس بالطويل، وكما تعودنا أن نعيش معا بين فترة وأخرى، لحظات قليلة بإحساس الود، ومن خلال الحبر والقلم، لأنقل لكم ما أرتوت به وجنات قلبي، ولبيب عقلي وما أخدته منكم شعورا وتفكيرآ وكذلك رأيآ وتوجيهآ.

إذا كنت قد وصفت أو شبهت ب ”زهور في البستان“، فأنا أعنى ما أقول، ذلك لأن هذا ما يجب أن يكونوا عليه ”المجلس البلدي وأعضاءه الكرام“ في محافظة القطيف، هذا المجلس في دورته الحالية «وكذلك الدورات التي سبقتها» هم أختيروا، أنتخبوا ورشحوا من قبل الأهالي ليصبح دورهم وعملهم الوطني والأنساني، مشعل نور لإصلاح وضعنا البلدي والتنموي وتطويره ورفعه لمستوى طموح البلاد وقادة البلاد وأبناء البلاد وهذا هو المأمول والمرجو منهم جميعآ.

هذه الدورة من المجالس البلدية قد تم الأعداد لها في وقت مبكر وبفضل الله ثم بالقيادة الرشيدة حازت المجالس على ميزات إدارية وماليه وكذا معنوية لم تكن لسابقتها من الدورات للمجلس البلدي، والتي من أهمها وأبرزها مشاركة المرأة السعودية كناخبة ومرشحة، ما يعني مساحة أوسع من المشاركة في انتخاب أعضاء المجلس، ليشمل العنصر النسوي والمرأة السعوديةالواعية والمثابرة والتي حققت مكاسب مهمة ورائدة في عدة مجالات وعلى جميع الأصعدة حتى أرتقت بمجهودها الذاتي الى أعلى مراتب الدولة، وأن أنضمام صوتها ومشاركتها بالقرار في المجالس البلدية وكغيره ما جاء ألا بعدعناء طويل وأصرار متزن وحكيم منها بالمطالبة وكأي مواطنة بمساواتها مع أخيها

الرجل، وحيث أنني من المهتمين ومن أوائل المطالبين بمشاركة المرأة في المجالس البلدية كناخبة ومرشحة فأنني أجدد النداء بأن تتسع تلك الدائرة وأناشد المسؤولين بأن يكون للمرأة السعودية دور أكبر في المجالس البلدية القادمة من حيث العدد والمناصب، وهي تستحق أن تكون رئيسة، وكما أنني ممن ساهموا بكل فخر واعتزاز بأكثر من مقال وندوة وممن تحدثوا ودعوا إلى المشاركة الانتخابية عبر مخيمات المرشحين وتشرفت أن أكون في العمل التطوعي والوطني في حملة بلدي للانتخابات البلدية حين ذاك والعديد من المناسبات الاجتماعية والأهلية ذات العلاقة لذا أجدني اشعر بالفخر والاعتزاز والسعادة لوصول المرأة إلى المجلس البلدي، وقبل ذاك مجلس الشورى، والغرف التجارية الصناعية، وأتمنى المزيد من الحضور النسوي في الحياة العامة، وذلك لما تحمله المرأة السعودية من ذكاء ومواهب وإبداع وكما عهد الجميع المشاركة الأهلية والمجتمعية، كناخبين ومرشحين لأعضاء المجلس، وفي سياق خطة العمل والزمن المعدة من الدولة حفظها الله.

بعد صدور القرار الموقر بأسماء المرشحين والمعينين من الرجال والسيدات الأعضاء، جاء دور المجلس الحالي ممثلا بجميع أعضائه ليقوم بواجبهم المنوط به، فهو محل ثقة المرشحين لهم، وهم أمام مسؤولية تجاه ما تعهدوا به أمام الله ثم الأنظمة والتعليمات، فأما أن يكونوا زهورا تنبثق منها رائحة المسك، وتعطي صورة تسر الناظرين، زهورا طيبة نافعة تنمو وتزدهر لتسعد كل ما حولها ويكون جمال رونقها وروحها حيا، أو يكون المجلس ممثلا بأعضائه زهورا ذابلة لا سمح الله فاقدة الروح والضمير، ميتة لا نفع فيها، عندئذ تندثر تلك الأحلام والأمنيات ويعض كلآ من الأهالي أصابع الندم على إعطائه وتسليمه كامل الثقة لأيدي وضمائر لم تحسن العمل والأداء لا قدر الله.

أيها الأخوة والأخوات أعضاء المجلس، القطيف المحافظة ينظم تحت لوائها ما يزيد عن عشرين بلدة وجميعها تحتاج إلى خدمات وإلى التفاتة وعناية من المجلس، تحتاج إلى جهد وعمل متواصل ودقيق وقد يكون البعض منه ضرورة بصورة عاجلة، ومن دون محسوبية من بلدة دون أخرى.

محافظة القطيف بتعداد سكانها وقاطنيها الذي تجاوز المليوني نسمة بحاجة الى المزيد من الخدمات، وعلى المجلس أن يقوم بدوره المنوط به على أكمل وجه وأن يلتزم حرفيا بالتعليمات والبنود، وأن يكون كل فرد من المجلس محل الثقة في أداء العمل بإخلاص، ويكون كزهرة النرجس غالية الثمن والعطاء.

كما أن على المجلس أن يقوم مشكورآ بتوضيح كل ما تم إنجازه خلال تلك الفترة، منذ الترشيح الأخير حتى الآن ليكون المواطن على اطلاع تام ولتتاح له الفرصة للتعبير وأبداء الملاحظات كما نطلب تكثيف الزيارت الميدانية لتقييم العمل وتبادل الخبرات من الدول المتطورة في مجال الخدمات والمجالس البلدية.

من حقنا جميعآ أن نطالب المجلس المرشح منا أن يستكمل كل المشاريع المدرجة ولا يبقي أي منها معلقا للمجلس القادم، ولا أخفي ما وردني وما سمعت وما رأيت من ملاحظات حول رداءة الطرق، والإنارة في معظم الشوارع والأحياء السكنية ومنها على سبيل المثال شوارع تركية الصناعية وخاصة شارع عبد الله أبن عباس من محطة العبد الجبار متجه شمالآ لمخطط الجامعيين وما تسببه الأمطار من بحيرات يعجز الوصف، وبلدة الربيعية وسنابس، وكذلك شارع الملك عبد العزيز بعنك / سيهات/ القطيف، الذي أستبشرنا خيرا بالعمل على أصلاحه لفك الاختناق ولا نعلم ما سبب عدم الشروع في العمل وكذا سوق السمك الجديد متعدد الأغراض، طريق أحد جهة مقبرة الدهر، وجزء من شارع الرياض تاروت، وتقاطع إشارة القطيف ستي مول، ومدخل دارين بضرورة تواجد الدوار لتنظيم حركة السير حيث الحوادث المتكررة، وتراكم الأشجار العبثية التي تحمل الحشرات الضارة حول سور مقبرة تاروت الجهة الشرقية وفي أزالتها تتوفر مواقف للحي المجاور، ولا ننسى الكورنيش في المواقع كلها حيث دورات المياه العفنة والناقصة، والطلبات المدرجة من الاجتماعات بالأهالي من كل بلدة وحي بقطيفنا الحبيبة منها عشرون مطلبا من بلدة الربيعية على سبيل المثال وغيرها الكثير والأهم، ولكي أكون منصفآ وغير مجاملآ، ومن أجل أن أصل الرسالة بالوجه الصحيح، هناك بعض التراكمات المتأخرة، مما أعطى أنطباعآ لدى العديد من الأهالي بآن هناك خلالآ في المجلس وتهاونآ في عدم إنجاز العمل على الوجه المطلوب وكأن هناك من يعيق في أتخاد القرار لدرجة ما تسمى الهيمنة على قرارات المجلس وأعضاءه وهذا ما قد يؤكده الرقيب، مما يفقد الأمل لدى الشريحة الأكبر من المواطنيين بأن لا جدوى ولا فائدة مرجوه والتي أتمنى من كل قلبي أن لا تصل الأمور إلى فقد الثقة بالمجلس وأعضائه.

وأخيرآ وليس بأخر على الجميع منا فردآ فردآ أن يبذل قصارى جهده في التعاون مع المجلس ويقدر الإنجازات التي بذلت ويحافظ على المكتسبات ولا يفرط فيها، وحيث محافظة القطيف الغالية نسرين الحب والذوق الرفيع لتأمل من الجميع المشاركة في العمل وهناك العديد من المشاريع والخدمات مازال العمل قائما فيها وعلى المجلس الذي هو بمثابة المؤسسة المدنية والأهلية الذي هو بعناية وأشراف الدولة، عليه مسؤوليات كبيرة ومتعددة في أعداد المنافع من شوارع وطرقات وتخطيط أحياء حديثة وأماكن الترفيه والتسوق وهناك مسؤولية ملحة ببدء المجلس وبالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والأهلية بإنشاء فرق إنقاد تطوعية من الأهالي تعد وتدرب بمختلف التخصصات الطبية ولإسعافية والخدمية المدنية الأخرى وتجهيز وتهيئة أماكن أمنه تتوفر فيها جميع الخدمات السريعة عند اللجوء إليها في الطواريء.

كما أنني لا أفوت بأن أهيب ببلدية المحافظة وهي الشريك مع المجلس البلدي، وفروعها المتعددة والأخوة العاملين الذين نحمل في قلوبنا لهم كل الأحترام والتقدير، أن يكونوا عونآ للمواطن الذي لا تتعدى طلباته غير السكن والكهرباء والماء والخدمات الأخرى في طلب الرزق والمعيشة، ذللوا تلك الصعاب، أعينوهم أفسحوا لهم التصاريح أن أمكن، وطالبوهم فيما ينقص لاحقا فقد يكون يتعذر عليهم وقتها المال والوقت وضيق العيش، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ومن أعان مسلما كان الله في عونه.

وقبل الختام، القطيف غالية فهي منبع خير على الجميع، وترابها مرتبط كما بحرها بتاريخها العريق وأهلها من أجدادها أهل السلم والحب للجميع، فأعيدوا لها ما قد غاب منها وأندثر، سواحلها البحرية ثروتها السمكية أراضيها الزراعية تراثها العريق مبانيها وقلاعها التاريخية الأصيلة، مياها الجوفية العذبة، أعيدوا لها الحياة، البسمة، الفرحة، خففوا من ألمها معناتها فهي قطيف العز والأمن والخيرات الكثيرة.

نسأل الله القدير أن يحمي هذا الوطن الغالي من كل سوء ويجنب أهله الكرام شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، والسماح أن بدر من شخصي أي تقصير يكون غير مقصود وما سعيي هذا ما أطلب فيه غير رضاء الله ثم مصلحة الجميع.