الارهاب لادين أو مذهب له
يعتقد الكثيرون أن الارهابيون هم المتشددون دينيا ويتبادر الى أذهانهم داعش وأمثاله لكن لو نظرنا للحوادث الارهابية على مستوى العالم لوجدنا الارهابيين بعضهم متدينين وبعضهم لايدين بدين وبعضهم ذو منطلقات ايدلوجية وبعضهم سياسية أو غيرها وقد يتعاون هؤلاء واولئك لالتقاء المصالح أو قد يغرر من لايدين بدين ويرفع شعارات دينية لايؤمن بها كي يستفيد من حماس المتدين «حسب فهمه للدين حتى لو كان ساذجا وسطحيا» وقد يسمح السياسي للارهابي أحيانا بان يمارس ارهابه في مواضع معينة أو يشجعه ويدعمه خدمة لمصالحه ويمنعه ويحاربه في مواضع اخرى.
بعض الطائفيين الذي ينتسب لطائفة ينسب الارهاب لطائفة أخرى انطلاقا من طائفيته ويغض الطرف عن الارهاب الصادر عمن ينتسب لما ينتسب له هو كما نرى والجميع هنا سواسية.
الارهابيون بطبيعتهم متعصبون ولايرون سوى أنفسهم على حق وفي سبيل ذلك مستعدون لتدمير البلاد والعباد والاخلال بالامن وتعطيل المصالح وتخريب الاقتصاد وهم سائرون على مقولة علي وعلى اعدائي ويصنفون الاخرين باعتبارهم مارقون حتى من لم يحاربهم بل نصحهم أو اعترض على مسلكهم كي لاتسيل مزيد من الدماء أو تدخل البلاد في طريق مجهول أو معلوم عاقبته بل ويضعونهم ضمن قوائم لابد من استهدافهم لانهم ماداموا ليسوا معهم فهم ضدهم كما كان يقول الرئيس الاسبق جورج بوش الابن وهؤلاء الارهابيون كذلك لم يقرؤا التاريخ ولم يطلعوا على تجارب الحاضر أو أنهم قرؤوه ولم يستفيدوا منه ويروا كيف أن ارهاب من سبقوهم لم يدخل بلادهم سوى في دوامة عنف لم يسلم منها احد ولم يستفد منها أحد حتى الارهابيون انفسهم.
وهناك امر غاية في الخطورة وهو القبول لدى بعض الاوساط الشعبية بوجودهم وممارساتهم تبريرا لهم أو لموقف لديهم تجاه الدولة من منطلق طائفي أو غيره وهذا مما يمكنهم من السيطرة لكنهم في النهاية كما رأينا في بعض الدول وعندما يتحكم اولئك الارهابيين في رقابهم يندمون ويتمنون لو أنهم لم يساندوهم أو يقبلوا بما فعلوه أو نظروا له.
وقضية حمل السلاح في وجه الدولة النظامية وهي الجهة التي لها الحق شرعا وعقلا في تنظيم واستخدام السلاح هي من المسائل الخطيرة والتي لن تجر البلاد سوى للخراب والدمار.