العمل التطوعي في حلبة السباق.
الراصد للعمل التطوعي في منطقتنا في السنوات العشر الاخيرة يدرك بسهولة أنه يشهد حراكًا نشطًا بوتيرة تصاعدية كمًا وكيفًا، وهو مما يثلج الصدر ويوسع دائرة الأمل والتفاؤل بشباب هذه المنطقة العزيزة.
من أبرز سمات العمل التطوعي الذي نشهده في السنوات الأخيرة، أنه امتد لتغطية الجوانب الاجتماعية والتعليمية والثقافية والعلمية، ولم يعد مقتصرًا كما كان قبل أربعين سنة على العمل الخيري وقليلًا من النشاط الرياضي.
كما يبرز أيضًا الارتفاع الكبير الدراماتيكي في أعداد المشاركين في الأعمال التطوعية من المتطوعين، حتى شاهدنا ونشاهد العديد من الأنشطة التطوعية يقوم بها متطوعون فقط، وكذلك نلاحظ دخول المرأة بشكل مباشر وقوي في هذا المضمار ولم يعد كما كان في السابق شبه منحصر على الرجال فقط.
هذه الثورة التطوعية التي قفزت بهذه السرعة وبهذا الحجم لابد وأن يرافقها بعض السلبيات التي تحدث مع أي نشاط جماعي عادي، فكيف بنا ونحن الآن نتحدث عن متوالية من الأعمال التطوعية الأهلية وأكرر هنا على «الأهلية» التي تشهدها بكل فخر منطقتنا.
لن أتحدث عن تلك السلبيات التي قد لا تخفى على الكثيرين ممن يعملوا في هذا الحقل وكذلك عامة الناس التي تشاهد وتتابع هذه الحراك التطوعي العظيم. لكني ومن باب التحفيز اذّكر وادعو للمقارنة لأجل أخذ ضالة المؤمن آنَ وجدها.
لنلاحظ المثال السيئ من الأشرار الذين ينجحون في تحقيق أهدافهم الشريرة وهم على باطلهم، كل ذلك لأنهم يتحدوا وينسقوا لتحقيق تلك الأهداف، وينجحوا دون أن يكونوا متفقين تمامًا مع بعضهم، ينجحون دون أن يكونوا متحابين مع معضهم البعض، بل وحّدهم الهدف الواحد الذي تجمعوا وتعاونوا لتحقيقه حتى أننا نطلق على جرائمهم وصف الجرائم المنظمة.
أصبحنا نرى الأشرار ينجحون في تحقيق أهدافهم على أرض الواقع كما كنا نشاهدهم على شاشات السينما، أنه سباق الخير والشر في هذه الحياة، وكلما حقق الشر أهدافاً، ابتكر الخير الوسائل والأدوات التي تنتصر عليه. ولابد لقادة العمل التطوعي أيضا أن يبتكروا الوسائل التي تعالج السلبيات وينتصروا عليها.
لن أتحدث عن الاقتصاد الكلي وتأثير العمل التطوعي كقطاع ثالث في التنمية الاقتصادية والذي يمكنه أن يزيد نسبة مشاركته في الناتج الوطني، ولكني أذّكر بأن العمل التطوعي هو الخير الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض ولابد للخير أن ينتصر.