آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

قمة العشرين.. الارهاب أولا

محمد أحمد التاروتي *

سيطر ملف الإرهاب على أجواء قمة العشرين، التي اختتمت يوم السبت الماضي بمدينة هامبورغ الألمانية، بأعتباره الملف الأبرز في الوقت الراهن، نظرا لوصول العمليات الإرهابية لأغلب الدول العالمية، ومنها القارة الأوروبية، مما يفرض على الدول الاغلى وضع الاليات المناسبة، لتطويق الجماعات الإرهابية، من اجل تعزيز التعاون الأمني، لمنع تكرار الاختراقات، مما يؤدي في نهاية المطاف، لتوجيه ضربات استباقية لخلايا الإرهابية، التي تنتشر في الكثير من الدول العالمية.

القضاءعلى الإرهاب هاجس كافة الدول، خصوصا وان تنامي هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، شكل تحديا كبيرا لمختلف الدول، لاسيما وان سهولة التواصل بين الجماعات الإرهابية، يجعل من عملية توجيه ضربات قاضية، لتلك الجماعات غاية في الصعوبة، خصوصا وان العناصر الإرهابية استطاعت اختراق جميع المجتمعات العربية، والآسيوية والأوروبية، بفعل سهولة التواصل وانشاء خلايا نائمة، ونشطة على حد سواء، اذ وفرت وسائل التواصل الاجتماعي، قناة رخيصة، وسهلة لاستقطاب المزيد من العناصر.

اكتواء العديد من البلدان الأوروبية، وقبلها العالم العربي، بنيران الإرهاب جراء التفجيرات، وعمليات الدهس، فرض على الدول التحرك الجاد، لتوفير المناخات المناسبة، لوضع خارطة طريق للخروج، من نفق الإرهاب المظلم، فالتحرك الأحادي لا يخدم الاستقرار السياسي، والأمني، في غالبية الدول، التي تعاني من تنامي ظاهرة الإرهاب في بلدانها، وبالتالي فان المصالح المشتركة تستدعي الالتقاء عند نقطة موحدة، عبر تبادل الخبرات، وتسخير كافة الإمكانيات في الصراع مع الإرهاب، باعتباره وباء قاتل لا تجدي معه المسكنات، وإنما يتطلب الاقتلاع الكامل من الجذور.

الدول العشرين الكبار، تمتلك الإمكانيات المادية، والخبرات المتراكمة في مقارعة الإرهاب، لاسيما وان البعض عاشت فترات عصبية، في مواجهة الإرهاب خلال السنوات الماضية، مما فرض عليها الدخول في صراع مرير، وعنيف مع الجماعات الإرهابية، الامر الذي تمثل في نهاية المطاف في القضاء على تلك الجماعات، فيما عمدت بعض الدول لملاحقة العناصر الإرهابية، في مختلف أنحاء العالم سواء، بغرض التصفية الجسدية، او الإعتقال، خصوصا وان تلك الدول توصلت الى قناعة راسخة، بضرورة المواجهة المباشرة، وتوجيه الضربات الاستباقية، من خلال العمليات الاستخباراتية، باعتبارها الطريقة المثلى لافشال جميع المخططات الإرهابية، سواء التي تستهدف الأماكن الحكومية، والأمنية او المناطق العامة، والتي تستهدف الأبرياء في الطرقات، او الساحات او الملاعب الرياضية، او النوادي او غيرها من الأماكن الأخرى.

ان التحدي الذي يواجه الدول العشرين، يتمثل في اختلاف الأجندات المتعلقة بالإرهاب، نظرا لاختلاف تعريف مسمى الإرهاب، مما يفرض التحرك الجاد، لوضع النقاط على الحروف، فيما يتعلق باختلاف وجهات النظر، بشأن تعريف الإرهاب، من اجل الانطلاق بشكل جماعي وفق رؤية مشتركة، مما يمهد الطريق امام تسجيل المزيد، من النجاحات خلال الفترة القادمة.

كاتب صحفي